هو كما أثنى على نفسه، وفوق ما يثني عليه خلقه فتدبر هذه الوقائع وما فيها من الألطاف العجيبة والدلالات الظاهرة على صدق هذه الدعوة إلى التوحيد وإخلاص العبادة لله والتجريد وإنكار الشرك والتنديد والاهتمام بإقامة حقوق الإسلام على ما شرعه الله تعالى ورسوله والنهي عما حرمه الله ورسوله من الشرك والبدع والفساد الذي وقع في آخر هذه الأمة لكن خفي على أهل الشقاق والعناد فلو ساعد القدر وتم هذا الصلح لكان الحال غير الحال، لكن ما أراده الله تعالى وقع على كل حال، لكن جرى من عبد الله بن سعود رحمه الله تعالى ما أوجب نقض ذلك الصلح، وهو أنه بعث عبد الله به كثير لغامد وزهران بخطوط مضمونها أن يكونوا في طرفه، وفي أمره، فبعثوا بها إلى محمد علي فلم يرض بذلك، وقال: إنهم من جملة من وقع عليهم الصلح، فهذا هو سبب النقض، وأنشأ عسكرًا مع إبراهيم باشا، ونزل الحناكية، ودار الرأي عند عبد الله بن سعود وأهل الرأي يقولون أضبط ديرتك واحتسب بالزهبة كذلك أهل البلدان واتركوه على هيبته فإن مشى تبين لكم الرأي وربما أن الله يوفقكم لرأي يصير سبب كسره، وجاء حباب وغصاب يريدون أن يخلوا بعبد الله في السفر وملازمته في مجلسه ومأكله ومشربه ونومه ويقظته فأدركاه على الخروج بالمسلمين والعربان فوصلوا الماوية، وفيها عسيكر فضربوهم بالديز في المدفع ووقع هزيمة وقى الله شرها وغدى فيها قليل من المسلمين وبعدها جسر إبراهيم باشا على القدوم، فنزل القصيم وحربهم قدر شهرين وأيدهم الله بالنصر، لما كانوا مستقيمين صابرين وعزم على الرجوع عنهم لكن قوى عزمه فيصل الدويش وطعمه وخوفه، وبعد هذا صالحوه أهل الرس وعبد الله بمن معه في عنيزة وأقفى لبلده وأشار عليهم مبارك الظاهري أنه يجيء بثلاثة آلاف من الإبل عند بن جلهم ويجعل عليهم الأشدة ويشيل
1 / 25