396

مقامات الحريري الكتب اللبناني

الناشر

مطبعة المعارف

مكان النشر

بيروت

لا تسْألِ المرْءَ مَنْ أبوهُ ورُزْ ... خلالَهُ ثمّ صِلْهُ أو فاصْرِمِ
فما يَشينُ السُّلافَ حينَ حَلا ... مَذاقُها كونُها ابنَةَ الحِصْرِمِ
قال: فقرّبَهُ الوالي لبَيانِهِ الفاتِنِ. حتى أحلّهُ مقْعَدَ الخاتِنِ. ثمّ فرَضَ له من سُيوبِ نيْلِهِ. ما آذنَ بطولِ ذَيلِهِ. وقِصَرِ لَيلِهِ. فنهَضَ عنْهُ برُدْنٍ مَلآنَ. وقلْبٍ جذْلانَ. وتبِعْتُهُ حاذِيًا حَذْوَهُ. وقافِيًا خَطْوَهُ. حتى إذا خرَجَ منْ بابِهِ. وفصَلَ عنْ غابِهِ. قُلتُ لهُ: هُنّئْتَ بِما أوتيتَ. ومُلّيتَ بِما أُوليتَ! فأسْفَرَ وجهُهُ وتَلالا. ووالى شُكْرًا للهِ تَعالى. ثمّ خطَرَ اخْتِيالًا. وأنشدَ ارتِجالًا:
منْ يكُنْ نالَ بالحَماقَةِ حَظًّا ... أو سَما قدرُهُ لِطيبِ الأصولِ

1 / 405