120

مقامات الحريري الكتب اللبناني

الناشر

مطبعة المعارف

مكان النشر

بيروت

فوالّذي تعْنو النّواصي لهُ ... يومَ وجوهُ الجمعِ سودٌ وبيضْ لولاهُمُ لمْ تبْدُ لي صفحَةٌ ... ولا تصدّيْتُ لنَظْمِ القَريضْ قال الرّاوي: فوَاللهِ لقدْ صدّعتْ بأبياتِها أعْشارَ القُلوبِ. واستخْرَجَتْ خَبايا الجُيوبِ. حتى ماحَها مَنْ دينُهُ الامْتِناحُ. وارْتاحَ لرِفدِها مَنْ لمْ نخَلْهُ يرْتاحُ. فلمّا افْعَوْعَمَ جَيبُها تِبْرًا. وأوْلاها كلٌ مِنّا بِرًّا. تولّتْ يتْلوها الأصاغِرُ. وفُوها بالشّكْرِ فاغرٌ. فاشْرَأبّتِ الجَماعةُ بعْدَ مَمَرّها. الى سبْرِها لتَبْلوَ مواقِعَ بِرّها. فكفَلْتُ لهُمْ باستِنْباطِ السرّ المرْموزِ. ونهضْتُ أقْفو أثرَ العَجوزِ. حتى انتهَتْ الى سوقٍ مُغتَصّةٍ بالأنام. مُختصّةٍ بالزّحامِ. فانغَمَسَتْ

1 / 129