126

Manhaj Sawab

تصانيف

============================================================

فإن النفوس لا تحتمل الذلة .

ولقد بلغي أن : الملك الكامل رحمه الله : ألزمهم بشد الزنانير، فأسلم بسبب ذلك خلق كثير منهم واعلم أن مخالفة الشروط تنافى الصغار فيرجعون إلى ما كانوا عليه قبل الأمان(1)، يثاب قاتلهم وسالب أموالهم لأنهم لا عهد لهم هذا هو الاسلام الحق وهذا هو الفهم الصحيح للدين وروحه ممن قبل منهم شروطهم. فليس المقصود الاذلال ولا المشقة إنما المقصود عدم التدخل في شئون الدولة من قبلهم بعد الاشتراط عليهم ومن أسلم قهرا فهو أشد خطرا على الإسلام ممن لم يسلم، وكم نعاني اليوم من المستشرقين وكم عانى الني حصلى الله عليه وسلم- من منافقي المدينة من أصحاب عبد الله بن أبي بن سلول ووصفهم بشدة الحنكة والدهاء والمكر بألفاظ قاطعة قوية حتى أن مكرهم لينطلي على رسول لله صلى الله عليه وسلم فلا يعرفهم ويحسبهم مسلمين صلحاء أتقياء، فيقول الله تعالى له : ومن أهل المدينة مردوا على النفاق لا تعلمهم نحن نعلمهم (التوبة: 101] فانظر إلى لفظة:{ مردوا}. أي تمرسوا لفظة قوية رصينة و انظر من قائلها إنه سبحانه العليم الخبير، فلن يولد القهر والإذلال إلا الضد، وهؤلاء المنافقون الذين كانوا بالمدينة لم يقع عليهم آدنى نوع من أنواع القهر أو الإذلال أو المضايقات.

وإن كان حدث في بعض الحقب التاريخية نوع من هذا فلا يقاس على ذلك و لا يكرر الخطأ بل يرجع إلى الصواب والحق وهو الفضيلة كما هو معلوما وعلى الاجمال فإن الحكمة أو العلة في أخذ الجزية منهم عن يدوهم صاغرون لا يعلمه إلا الله فعلينا تنفيذ ما أمر بلا بحث عن علة ولا سبب نشعر أننا عبيد الله وننفذ أوامره بغير اجتهاد منا ولا افتيات.

(1) في المخطوط : الإيمان. وهو تحريف.

صفحة ١٢٥