المنهج القويم في اختصار «اقتضاء الصراط المستقيم لشيخ الإسلام ابن تيمية»

محمد بن علي بن أحمد بن عمر بن يعلى، أبو عبد الله، بدر الدين البعلي (المتوفى: 778هـ) ت. 778 هجري
91

المنهج القويم في اختصار «اقتضاء الصراط المستقيم لشيخ الإسلام ابن تيمية»

محقق

علي بن محمد العمران

الناشر

دار عطاءات العلم (الرياض)

رقم الإصدار

الرابعة

سنة النشر

١٤٤٠ هـ - ٢٠١٩ م (الأولى لدار ابن حزم)

مكان النشر

دار ابن حزم (بيروت)

ونُقِل عن طائفة أنهم كانوا يتكلمون بالكلمة بعد الكلمة (^١)، وبالجملة؛ فالكلمة بعد الكلمة أمرها قريب، وأكثر ما كانوا يفعلونه إذا كان المُكَلَّم أعجميًّا يريدون تقريب الفهم على المخاطَب، كما قال النبي ﷺ لأمِّ خالد بنت خالد بن سعيد بن العاص -لما كساها خميصة- وقال: "يا أُمَّ خالِدٍ هذا سنا" (^٢) والسَّنا بالحبشية: الحَسَن. وأما اعتياد الخطاب بغير العربية حتى يصير عادة؛ فلا ريب أنه مكروه، فإنه من التشبُّه بالأعاجم. واعلم أن اعتياد اللغة يوثِّر في العقل والخُلُق والدين تأثيرًا قويًّا، حتى يزيد به العقل والخلق والدين لمشابهته سلف الأمة. وأيضًا: فإن اللغة العربية من الدين ومعرفتها فرض، فإن فَهْم الكتاب والسنة فرض، ولا يُفهم إلا بالعربية، ثم منها ما هو واجب على الأعيان، ومنها ما هو واجب على الكفاية. روي ابن أبي شيبة (^٣) قال: كتب عمر إلى أبي موسى: "أما بعد؛ فتفقَّهوا في السنة، وتفقَّهوا في العربية، وأَعْرِبوا القرآنَ فإنَّه عربي". وفي حديث آخر عنه: "تعلموا العربية فإنها من دينكم" (^٤)، وهذا

(^١) وذكر أمثلة في "الاقتضاء". (^٢) أخرجه البخاري رقم (٥٨٢٣، ٥٨٤٥) من حديث أم خالد ﵂. (^٣) في "المصنَّف": (٦/ ١١٦) بسندٍ صحيح. (^٤) وبقيته -كما في "الاقتضاء"-: "وتعلموا الفرائض فإنها من دينكم". والحث على تعلم الفرائض أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف": (٦/ ١١٦)، والدارمي رقم (٢٨٩٣ - ط. حسين أسد) وفي سنده انقطاع. أما الحث على تعلمها =

1 / 95