336

المنهج المسلوك في سياسة الملوك

محقق

علي عبد الله الموسى

الناشر

مكتبة المنار

مكان النشر

الزرقاء

فَقَالَ الْمَأْمُون مَا بِنَا عَنْك أَيهَا الشَّيْخ رَغْبَة فَتكلم بِمَا عنْدك قَالَ إِنِّي سَمِعت مَا أَشَارَ بِهِ الْقَوْم عَلَيْك وكل مِنْهُم متجهد فِي الْإِصَابَة وَإِنِّي لست أرضي شَيْئا مِمَّا قَالُوهُ وَإِنِّي وجدت فِي الحكم الَّتِي أَخذهَا آبَائِي عَن آبَائِهِم أَنه يَنْبَغِي للعاقل إِذا دهمه مَا لَا قبل لَهُ بِهِ أَن يلْتَزم نَفسه التَّسْلِيم لأحكام الْحَكِيم واهب الْعقل وقاسم الحظوظ وَلَا يتْرك بذلك الدفاع بِحَسب طاقته فَإِنَّهُ إِن لم يحصل على الظفر حصل على الْعذر فَقَالَ لَهُ الْمَأْمُون إِن هَذَا الرجل الَّذِي هُوَ قاصدنا أملك منا بالبلاد وَلَا يمكننا مقاومته قَالَ الشَّيْخ يَنْبَغِي أَن تمحو هَذَا من نَفسك وَلَا تصغي إِلَى من ينْطق بِهِ فَإِنَّهُ مَا كثر من كَثْرَة الْبَغي وَلَا قوي من قواه الظُّلم وَإِن أَخَاك ظَالِم بَاغ عَلَيْك فَهُوَ هَالك لَا محَالة وَأَنت مَنْصُور عَلَيْهِ ظافر بِهِ

1 / 512