السامية يَدَّعون، تالله فهم إلى نار جهنّم يُدَعُّون، وهم عن صلاتهم ساهون، ويشهدون الجماعة والجمعة كسالى، يعملون] ٩٠/ب [ما يشتهون، يُنفقون ولا يُنفقون إلا وهم كارهون، ويحكمون ولكن حكم الجاهلية يَبْغُون، ويَعِدُون ويخلفون ولا يَفُون، رضوا من دينهم بتحسين الملابس وتزيين المراكب، وتكثير المجالس وتعظيم المواكب، يتأنقون في لبس العمائم ويترفعون على الناس ترفع النعائم، يتملقون بين يدي كل غاشم وظالم، ولا يتحاشون من ارتكاب الفواحش والمظالم، كما قال بعضهم:
زمانك ذا زمانُ بَني الغَرَامَة ... وما هذا زمان الاستقامة
رضوا بالطيلسان١ إذا اكتسوه ... وتفخيم البرانس والعمامة
كذا دَجَجُ البيوت لهن ريش ... ولكن لا يطرن مع الحمامة٢
خالطوا الطغاة المرقَة وحَالَفُوا العُتَاة الفسقة، ينادمونهم ليلًا ونهارًا، ويسامرونهم سرًا وجهارًا لا يرجون لله وقارًا، دأبهم الاستخفاف واللمز، ودينهم الاستهزاء والهَمْز، الغيبة والوقيعة في أهل الدين مذهبهم وشعارهم، والاستهانة بأحكام الله ملبسهم ودثارهم، قصارى هممهم جمع الحطام والاختطاف من السحت الحرام، فإذا ذُكِّروا بالكتاب والسنة وما فيها من بيان طريق النار والجنة، وما أمر الناس به من اتخاذ العدة
_________
١ الطيلسان: جمعه طَيَالس وطَيَالسة، وهو كساء أخضر يلبسه الخواص من المشايخ والعلماء، وهو من لباس العجم. (ر: المصباح المنير ص٣٧٥، المنجد ص٤٦٩) .
٢ لم أقف على قائل هذه الأبيات.
1 / 51