197

منازل الأئمة الأربعة أبي حنيفة ومالك والشافعي وأحمد

محقق

محمود بن عبد الرحمن قدح

الناشر

بدون ناشر فهرسة مكتبة الملك فهد الوطنية

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٢٢هـ/٢٠٠٢م

مكان النشر

الرياض

[الفصل الثالث: في ثناء الناس عليه] ١ قال بلال الخواص: كنت في تيه بني إسرائيل فإذا رجل يماشيني فتعجبت، ثم ألهمت أنه الخضر فقلت له: بحق الحق من أنت؟ فقال: أخوك الخضر. فقلت له: أريد أن أسألك. فقال: سل. فقلت: ما تقول في الشافعي؟ فقال: هو من الأوتاد. قلت: فما تقول في أحمد بن حنبل؟ قال: رجل صدّيق. قلت: فما تقول في بشر بن الحارث؟ فقال: لم يُخْلِفْ بعده مثله. فقلت: بأي وسيلة رأيتك؟ قال: ببرك أمك٢.

١ إضافة يقتضيها السياق بدليل ما سبق وما سيأتي في تقسيم المؤلف، ولعلها سقطت من الناسخ. ٢ أبو القاسم القشيري في الرسالة القشيرية ص٣١، وابن الجوزي في المناقب ص١٨٨. قلت: إن الأئمة ﵏ في غنى عن هذه الأساطير والخرافات الصوفية في إثبات فضائلهم ومناقبهم وكراماتهم، فإن الخضر ﵊ من أنبياء الله الكرام، لم يكتب الله له ولا لغيره من الخلق الخلود في الدنيا. قال تعالى: ﴿وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِنْ مِتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ﴾ سورة الأنبياء /٣٤، وقال ﷺ: "أرايتكم ليلتكم هذه؟ فإن على رأس مئة سنة منها لا يبقى على ظهر الأرض ممن هو اليوم عليها أحد" أخرجه البخاري ١/٥٨، ومسلم ٤/١٩٦٥. وقد أجمع المحققون من العلماء كالإمام البخاري والإمام إبراهيم الحربي والقاضي ابن العربي والإمام ابن تيمية وابن القيم والحافظ ابن حجر وغيرهم كثير - أجمعوا على أن الخضر ﵊ قد مات منذ أمد بعيد. وأما ما يروى في بقاء الخضر من الروايات فيقول الإمام ابن القيم في كتابه المنار المنيف ص٦٧: "والأحاديث التي يذكر فيها الخضر وحياته كلها كذب، ولا يصح في حياته حديث واحد". اهـ وبمثله ذكره ابن الجوزي والحافظ ابن كثير والحافظ ابن حجر. (ر: للتوسع: المنار المنيف في الصحيح والضعيف لابن القيم، الزهر النضر في نبأ الخضر للحافظ ابن حجر) .

1 / 220