188

منازل الأئمة الأربعة أبي حنيفة ومالك والشافعي وأحمد

محقق

محمود بن عبد الرحمن قدح

الناشر

بدون ناشر فهرسة مكتبة الملك فهد الوطنية

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٢٢هـ/٢٠٠٢م

مكان النشر

الرياض

بالمسئلة وبفتيا مالك، فقال الشافعي للبائع: ما أردت بقولك: إنه لا يهدأ على مر الزمان أو أردت أن كلامه أكثر من سكوته؟ فقال: يا أبا عبد الله قد علمت أنه ينام ويأكل ويشرب، وإنما أردت أن كلامه أكثر من سكوته. فقال الشافعي: لا رد عليك، أمسك عليك امرأتك. فرجعا إلى مالك فقالا له: إن رأيت أن تنظر في مسئلتنا. فقال مالك: إن كان السؤال ما سألتما فإن الجواب عنه ما سمعتما. قالا: فإن الشافعي زعم أنه لا شيء عليه. فدعاه مالك وصاح عليه وقال: من أين قلت؟ فقال: حديث فاطمة بنت قيس لما قالت لرسول الله ﷺ: إن معاوية بن أبي سفيان وأبا جهم بن حذيفة يخطبانني فأيهما أحب إليك؟ فقال: "إن معاوية] ١٢٤/ب [صعلوك لا مال له، وإن أبا جهم فلا يضع عصاه عن عاتقه في أهله"١، وكان أبو جهم ينام ويستريح، فإنما خرج كلامه ﷺ على الأغلب من الشيء، كان الشيء إذا كثر كان كمداومته. قال فأعجب ذلك مالكا، وبقي متحيرا، فقال له مسلم بن خالد: أفت والله، فقد آن لك أن تفتي. وهو ابن خمس عشرة سنة٢. وعن حرملة قال: سئل الشافعي عن رجل وضع تمرة في فيه، فقال لامرأته: إن أكلتها فأنت طالق، وإن طرحتها فأنت طالق؟ فقال الشافعي: يأكل نصفها ويطرح نصفها٣.

١ أخرجه الإمام مالك في الموطأ ٢/٥٨٠، والشافعي في الرسالة ص٣٠٩،٣١٠، ومسلم في صحيحه ٢/١١١٤. ٢ ذكر القصة البيهقي في المناقب ٢/٢٣٥-٢٣٩. ٣ أبو نعيم في حلية الأولياء ٩/١٤٣، والذهبي في سير الأعلام ١٠/٥٣.

1 / 211