137

منازل الأئمة الأربعة أبي حنيفة ومالك والشافعي وأحمد

محقق

محمود بن عبد الرحمن قدح

الناشر

بدون ناشر فهرسة مكتبة الملك فهد الوطنية

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٢٢هـ/٢٠٠٢م

مكان النشر

الرياض

وكذلك روي عن أم سلمة رضي الله عنها١، فليجر آيات القرآن والأخبار الصحيحة الواردة في الصفات] ١١٠/ب [على ما ذكرنا، ونقتصر منها على التصديق والتسليم مع التنزيه، فهو الطريق الأسلم والمنهج الأقوم٢. وهو مذهب الفقهاء الأئمة الأربعة أبي حنيفة ومالك والشافعي وأحمد ﵃ أجمعين٣.

١ أخرجه اللالكائي في شرح الأصول ٣/٣٩٧ رقم ٦٦٣، قال الإمام ابن تيمية: وقد روي هذا الجواب - يعني جواب مالك السابق - عن أم سلمة ﵁ موقوفا مرفوعا، لكن ليس إسناده مما يعتمد عليه، ومثل هذا الجواب ثابت عن ربيعة شيخ مالك. اهـ (ر: مجموع الفتاوى ٥/٣٦٥) . ٢ ورد النص في الرسالة النظامية المطبوعة ص٣٤ كالآتي: فلتجرى آية الاستواء والمجيء وقوله: ﴿لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَي﴾، ﴿وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّك﴾ وقوله: ﴿تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا﴾ وما صح من أخبار الرسول ﷺ كخبر النزول وغيره على ما ذكرناه، فهذا بيان ما يجب لله ﵎. اهـ ٣ عفا الله عنا وعن المؤلف - رحمه الله تعالى-، فقد تبيَّن لنا مما سبق من الأدلة أن التفويض ليس مذهب السلف، وإنما مذهب السلف ومنهم الأئمة الأربعة ﵃: إثبات ما دلت عليه النصوص الشرعية من الكتاب والسنة الصحيحة من صفات اللهعز وجل، وفهم ما دلت عليه تلك النصوص، إثباتًا يليق بذات الله ﷿ من غير تمثيل ولا تكييف، وتنزيها بلا تحريف ولا تعطيل، وأن السلف يفوضون كيفية تلك الصفات إلى الله ﷿ لأنها مجهولة لهم، ولا يحيط بها علمهم. فإن معتقد أهل السنة والجماعة في باب أسماء الله وصفاته ترتكز على ثلاثة أسس رئيسة هي: ١- الإيمان بما وردت به نصوص القرآن والسنة الصحيحة من أسماء الله وصفاته إثباتًا ونفيًا. ٢- تنزيه الله ﷿ عن أن يشبه شيء من صفاته شيئًا من صفات المخلوقين. قال تعالى: ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ﴾ . ٣- اليأس وقطع الطمع عن إدراك كيفية اتصاف الله ﷿ بتلك الصفات. قال تعالى: ﴿وَلا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا﴾ . (ر: منهج ودراسات لآيات الأسماء والصفات - للشيخ محمد الأمين الشنقيطي، الصفات الإلهية في الكتاب والسنة - د. محمد أمان الجامي) .

1 / 157