113

المنار المنيف في الصحيح والضعيف

محقق

عبد الفتاح أبو غدة

الناشر

مكتبة المطبوعات الإسلامية

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٣٩٠ هجري

مكان النشر

حلب

فَصْلٌ-٤٥- ٢٩٩- وَمِنْ ذَلِكَ أَحَادِيثُ "لا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ وَلَدُ زِنَا" قَالَ أبو الفرج ابن الجوزي: "وقد وَرَدَ فِي ذَلِكَ أَحَادِيثُ لَيْسَ فِيهَا شَيْءٌ يَصِحُّ وَهِيَ مُعَارَضَةٌ بِقَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى﴾ ". قُلْتُ لَيْسَتْ مُعَارَضَةً بِهَا إِنْ صَحَّتْ فَإِنَّهُ لَمْ يُحْرَمُ الْجَنَّةَ بفعل والديه بل لأَنَّ النُّطْفَةَ الْخَبِيثَةَ لا يَتَخَلَّقُ مِنْهَا طَيِّبٌ فِي الْغَالِبِ وَلا يُدْخِلُ الْجَنَّةَ إِلا نَفْسٌ طَيِّبَةٌ فَإِنْ كَانَتْ فِي هَذَا الْجِنْسِ طَيِّبَةً دَخَلَتِ الْجَنَّةَ وَكَانَ الْحَدِيثُ مِنَ الْعَامِ الْمَخْصُوصِ. ٣٠٠- وَقَدْ وَرَدَ فِي ذَمِّهِ "إِنَّهُ شَرُّ الثَّلاثَةِ" وَهُوَ حَدِيثٌ حَسِنٌ وَمَعْنَاهُ صَحِيحٌ بِهَذَا الاعْتِبَارِ فَإِنَّ شَرَّ الأَبَوَيْنِ عَارِضٌ وَهَذَا نُطْفَةٌ خَبِيثَةٌ فَشَرُّهُ فِي أَصْلِهِ وَشَرُّ الأَبَوَيْنِ مِنْ فِعْلِهِمَا.

1 / 133