مناهج التحصيل ونتائج لطائف التأويل في شرح المدونة وحل مشكلاتها
الناشر
دار ابن حزم
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٢٨ هـ - ٢٠٠٧ م
تصانيف
وقد روى أن سفيان الثوري قدم عسقلان، فمكث فيها ثلاثة أيام لا يسأله [الناس] (١) فقال: [اكتروا] (٢) لي [لأخرج] (٣) من هذا البلد؛ هذا بلد يموت فيه العلم" (٤).
وإنما قال ذلك حرصًا على فضيلة التعليم، واستبقاء للعلم به.
وقال عطاء: دخلت على سعيد بن المسيب -وهو يبكي- فقلت [له] (٥): وما يبكيك؟ فقال: ليس أحد يسألني عن شيء.
وقال [بعضهم] (٦): العلماء سراج الأزمنة، وكل واحد منهم سراج أهل زمانه؛ يستضىء [به أهل زمانه] (٧).
وقال الحسن ﵁: لولا العلماء صار الناس مثل البهائم، أي: [فالتعليم يخرجه من حد البهيمية] (٨) إلى حد الإنسانية.
وقال عكرمة: إن لهذا العلم ثمن، [قيل] (٩): وما هو؟ قال: أن تضعوه فيمن يحسن حمله، ولا يضيعه.
وقال يحيى بن معاذ: العلماء أرحم بأمة محمد من آبائهم وأمهاتهم، قيل: كيف ذلك؟ قال: لأن آباءهم وأمهاتهم يحفظونهم من نار الدنيا، [والعلماء] (١٠) يحفظونهم من نار الآخرة.
(١) في أ: إنسان. (٢) في ب: أكروا. (٣) في ب: أخرج. (٤) انظر: الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع (٢/ ٢٧٩). (٥) زيادة من ب. (٦) سقط من ب. (٧) سقط من ب. (٨) في ب: بالتعليم خرجوا من حد البهائم. (٩) في ب: قال. (١٠) في أ: وهم.
1 / 60