مناهج التحصيل ونتائج لطائف التأويل في شرح المدونة وحل مشكلاتها

الرجراجي، علي بن سعيد ت. 633 هجري
58

مناهج التحصيل ونتائج لطائف التأويل في شرح المدونة وحل مشكلاتها

الناشر

دار ابن حزم

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٢٨ هـ - ٢٠٠٧ م

تصانيف

وقد روى أن سفيان الثوري قدم عسقلان، فمكث فيها ثلاثة أيام لا يسأله [الناس] (١) فقال: [اكتروا] (٢) لي [لأخرج] (٣) من هذا البلد؛ هذا بلد يموت فيه العلم" (٤). وإنما قال ذلك حرصًا على فضيلة التعليم، واستبقاء للعلم به. وقال عطاء: دخلت على سعيد بن المسيب -وهو يبكي- فقلت [له] (٥): وما يبكيك؟ فقال: ليس أحد يسألني عن شيء. وقال [بعضهم] (٦): العلماء سراج الأزمنة، وكل واحد منهم سراج أهل زمانه؛ يستضىء [به أهل زمانه] (٧). وقال الحسن ﵁: لولا العلماء صار الناس مثل البهائم، أي: [فالتعليم يخرجه من حد البهيمية] (٨) إلى حد الإنسانية. وقال عكرمة: إن لهذا العلم ثمن، [قيل] (٩): وما هو؟ قال: أن تضعوه فيمن يحسن حمله، ولا يضيعه. وقال يحيى بن معاذ: العلماء أرحم بأمة محمد من آبائهم وأمهاتهم، قيل: كيف ذلك؟ قال: لأن آباءهم وأمهاتهم يحفظونهم من نار الدنيا، [والعلماء] (١٠) يحفظونهم من نار الآخرة.

(١) في أ: إنسان. (٢) في ب: أكروا. (٣) في ب: أخرج. (٤) انظر: الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع (٢/ ٢٧٩). (٥) زيادة من ب. (٦) سقط من ب. (٧) سقط من ب. (٨) في ب: بالتعليم خرجوا من حد البهائم. (٩) في ب: قال. (١٠) في أ: وهم.

1 / 60