المجروحين لابن حبان ت حمدي
محقق
حمدي عبد المجيد السلفي
الناشر
دار الصميعي للنشر والتوزيع
رقم الإصدار
الأولي
سنة النشر
١٤٢٠ هـ - ٢٠٠٠ م
مكان النشر
الرياض - المملكة العربية السعودية
الْخَلَائِقِ؟ وَبِهَا يُنْزِلُ اللَّهُ الرِّزْقَ مِنَ السَّمَاءِ" قال ابن عمر: فقلت: وما ذاك يا رسول الله؟ قال: فاستوى رسول الله ﷺ قاعدًا وكان متكئًا فقال. "يَا ابْنَ عُمَرَ يَقُول مِنْ طُلُوِعِ الْفَجْرِ إِلَى صَلَاةِ الصُّبْحِ: سُبْحَانَ اللَّه وَبِحَمدِهِ سُبْحَانَ اللَّه الْعَظِيمِ وَأَسْتَغفرُ اللَّهَ مِئَةَ مَرَّةٍ، تَأْتِيكَ الدُّنْيَا رَاغِمَةً ذَاخِرَةً، وَيَخْلُقُ اللَّهُ ﷿ مِنْ كُلِّ كَلِمَةٍ يَقُولُهَا مَلَكًا يُسَبَح [لَهُ] لَكَ ثَوَابُهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ" (١).
وروى عن الفضيل بن عياض، وابن عيينة، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن ابن أبي أوفى، قال: دخل النبي ﷺ مكة في بعض عمره، فجعل أهل مكة يرمونه بالقثاء الفاسدة، ونحن نستر عنه.
أخبرنا بالحديثين المفضل بن محمد بن إبراهيم الجندي بمكة، قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم الطبري.
وهذان خبران موضوعان لا أصل لهما، وإني لأحرج على من روى عني، حديثًا مما ذكرت في هذا الكتاب مطلقًا إلا في هذا الكتاب على حسب ما بيناه بعلله، لئلا يدخل في جملة الكذبة على رسول الله ﷺ.
فأما [الـ] حديث الأول: فلا أصل له بحيلة، ولا أشك أنه موضوع على مالك.
وأما [الـ] خبر الثاني: فالمشهور من حديث إسماعيل بن أبي خالد، عن ابن أبي أوفى، قال: كنا مع النبي ﷺ حين اعتمر فطاف بالبيت وطفنا معه، وسعى بين الصفا والمروة ونحن نستره من أهل مكة أن يرميه أحد أو يصيبه شيء (٢).
هذا هو المحفوظ عن إسماعيل بن أبي خالد في خبره.
فأما رمي أهل مكة بالقثاء الفاسد فهو كذب وزور، ما كان هذا في
(١) تذكرة الحفاظ (٢٧٤). (٢) رواه البخاري (١٦٠٠ و١٧٩١ و٤١٨٨ و٤٢٥٥) وأبو داود (١٩٠٢) وابن ماجه (٢٩٩٠) وابن خزيمة (٢٩٩٠) والمصنف في الصحيح (٣٨٤٣).
3 / 149