مجموع فيه مصنفات أبي العباس الأصم وإسماعيل الصفار

٣٥٩ - (٤٣) حدثنا محمد بن عبيد الله: حدثنا يونس: حدثنا صَدَقَةُ بْنُ هرمزٍ، عَنْ أَبِي غالبٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، قَالَ: بَعَثَنِي رَسُولُ اللَّهِ ﷺ إِلَى قَوْمِي، فَانْتَهَيْتُ إِلَيْهِمْ وأنا طاوي وَهُمْ يَأْكُلُونَ الدَّمَ، فَقَالُوا: هَلُمَّ، فَقُلْتُ: إِنَّمَا جئتكم لأنهاكم عن هذا، قال: فاستهزؤا بِي، وَكُنْتُ بجهدٍ فَسَمِعْتُهُمْ يَقُولُ بَعْضُهُمْ لبعضٍ: أَتَاكُمْ رجلٌ مِنْ سَرَاةِ قَوْمِكُمْ، فَمَا لَكُمْ مِنْ أَنْ تُتْحِفُوهُ وَلَوْ صَدَقَةً، قَالَ: فَوَضَعْتُ رَأْسِي فَنِمْتُ، فَأَتَانِي آتٍ فَنَاوَلَنِي إِنَاءً، فَأَخَذْتُهُ فَشَرِبْتُهُ، فَاسْتَيْقَظْتُ وقد كظني بَطْنِي، فَنَاوَلُونِي إِنَاءً فَقَالُوا: هَلُمَّ، قُلْتُ: لا حَاجَةَ لِي فِيهِ، قَالُوا: قَدْ رَأَيْنَاكَ بِجَهْدٍ، قَالَ: فَقُلْتُ: إِنَّ اللَّهَ أَطْعَمَنِي وَسَقَانِي، فَأَرَيْتُهُمْ بَطْنِي فَأَسْلَمُوا مِنْ عِنْدِ آخِرِهِمْ.