فسلهم عن هؤلاء الخمسة الرهط حين تولوا عن طاعة الله تبارك وتعالى، وقتلوا المسلمين مع الأكراد، أمن المؤمنين هم، أم هم من الله تبارك وتعالى في شيء؟ فإن قالوا: نعم. كانوا من الذين سعوا في آيات الله معاجزين. والمعاجزون: المشاقون؛ لأنهم تركوا قول الله تبارك وتعالى وأخذوا بالظن والشبهات.
واعلم أنه من كان له إيمان عند الله ثابت مثل إيمان النبيين صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين كان من رفقائهم، إن الله تبارك وتعالى يقول: ?ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا?[النساء: 69].
ولكن أهل البدع خصمهم أهل الحق بالقرآن حتى لبسوا عليهم أمرهم، وظهروا عليهم بكتاب الله تبارك وتعالى.
وإن أهل البدع والباطل إذا ذكر لهم فاسق من أهل القبلة ممن يعمل بالمعاصي التي أوجب الله تبارك وتعالى بها النار، فشهد عليه المسلمون أنه إذا أدخله الله تبارك وتعالى النار كان كافرا، وبرؤا أن يكون مؤمنا؛ لأن الله تبارك وتعالى يقول: ?قل يآأيها الكافرون لا أعبد ماتعبدون ولا أنتم عابدون ماأعبد ولا أنا عابد ما عبدتم ولا أنتم عابدون ما أعبد لكم دينكم ولي دين?[الكافرون: 1 - 6]. فإنهم سيقولون لك أتبرأ مما كان يعبد هؤلاء الذين من أهل القبلة إذا أدخلهم الله تبارك وتعالى النار؟ فقل: إني لا أتبرأ من الذي كانوا يعبدونه، ولكني أتبرأ من عملهم الذي أدخلهم الله تبارك وتعالى به النار.
وإنما نزلت قل يا أيها الكافرون في أصحاب عبادة الأوثان، في اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى، فنهى الله محمدا صلى الله عليه وآله وسلم أن يعبدها، وأمره أن يعبد الله وحده ولا يشرك به شيئا.
صفحة ٤٧