فسل من خاصمك من أهل البدع والباطل: أرأيتم هذا المؤمن الذي تزعمون أن الله تعالى سيدخله النار، ما لونه في النار، وما طعامه، وما شرابه، وما حليته، وما اسمه، وما منزله في النار؟ فإن الله قد بين منازل أهل النار فقال تعالى: ?فالذين كفروا قطعت لهم ثياب من نار يصب من فوق رؤوسهم الحميم يصهر به ما في بطونهم والجلود ولهم مقامع من حديد?[الحج:19-21].
فسلهم عن هؤلاء الذين أدخلهم الله تعالى النار من أهل القبلة هل تقطع لهم ثياب من نار ويصب من فوق رؤوسهم الحميم يصهر به ما في بطونهم والجلود ولهم مقامع من حديد؟ أم لهم إذا أدخلهم الله النار من الطعام الذي أطعمه الله أهل الجنة، والشراب الذي سقى الله أهل الجنة، والمساكن، والفرش، والأزواج، واللباس، والنمارق، والسرر المصفوفة، والآنية من الذهب والفضة، والكرامة التي أنزل الله بها أهل الجنة؟! فإنه ليس بينهما منزلة. فإن الله تعالى يقول: ?تلك عقبى الذين اتقوا وعقبى الكافرين النار?[الرعد: 35].
وقال تعالى: ?وإن جهنم لمحيطة بالكافرين?[التوبة: 49]، وإنها لا تحيط بمؤمن? فلا تفتروا على الله كذبا فيسحتكم بعذاب وقد خاب من افترى?[طه:61].
فإنهم سيخاصمونك بآية أنزلها الله تعالى في القرآن، فقال تعالى: ?وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله فإن فاءت فأصلحوا بينهما بالعدل وأقسطوا إن الله يحب المقسطين?[الحجرات: 9].
صفحة ٣٠