مجموع رسائل الإمام زيد بن علي عليهم السلام

زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ت. 122 هجري
22

مجموع رسائل الإمام زيد بن علي عليهم السلام

بيان المراد بأهل المشيئة في قوله تعالى:?إن الله لا يغفر أن

يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء?

واحتجوا بقوله تعالى: ?إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء?[النساء: 48].

ثم أنزل من بعدها: ?ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما?[النساء: 93].

فبينت كل آية فيما أنزلت أنها من وعد الله إن الله لا يخلف الميعاد، وهي سديدة وليست لهم بحجة، هي بينة لمن شفاه الله تعالى بالقرآن.

ثم أنزل من بعدها: ?والذين آمنوا وعملوا الصالحات سندخلهم جنات تجرى من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا وعد الله حقا ومن أصدق من الله قيلا?[النساء: 122].

وقال تعالى: ?ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب من يعمل سوءا يجز به ولا يجد له من دون الله وليا ولا نصيرا?[النساء: 123].

ثم أنزل من بعده: ?ومن يعمل من الصالحات من ذكر أوأنثى وهو مؤمن فأولئك يدخلون الجنة ولا يظلمون نقيرا?[النساء: 124] فأبى الله أن يقبل العمل الصالح إلا بالإيمان، ولا يقبل الإيمان إلا بالعمل الصالح.

ثم أنزل تبارك وتعالى: ?ومن أحسن دينا ممن أسلم وجهه لله وهو محسن?[النساء: 125] فأبى الله تعالى أن يقبل الإسلام إلا بالإحسان، والإحسان إلا بالإسلام. والإيمان والعمل الصالح كالروح في الجسد إذا فرق بينهما هلكا، وإذا اجتمعا عاشا.

صفحة ٢٣