وأنزل تعالى في القذف : ?والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء فاجلدوهم ثمانين جلدة ولا تقبلوا لهم شهادة أبدا وأولئك هم الفاسقون إلا الذين تابوا من بعد ذلك وأصلحوا فإن الله غفور رحيم?[النور: 5 - 6] ، فبرأه الله تعالى - مادام مقيما على الفرية - من اسم الإيمان.
وقال تعالى:?أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا لا يستوون?[السجدة: 18]، فصار منافقا؛ لأن الله تعالى قال: ?إن المنافقين هم الفاسقون?[التوبة: 67]، فصار من أولياء إبليس، قال الله تعالى: ?إلا إبليس كان من الجن ففسق عن أمر ربه?[الكهف: 50].
وأنزل الله تعالى: ?إن الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات لعنوا في الدنيا والآخرة ولهم عذاب عظيم يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون? [النور: 23 - 24].
وأنزل الله تعالى في المرح: ?ولا تصعر خدك للناس ولا تمش في الأرض مرحا إن الله لا يحب كل مختال فخور?[لقمان: 18]، والمختال: المتجبر، والفخور في كفره.
فسل أهل البدع والباطل كيف يكون رجل لعنه الله في الدنيا ويلقى الله ملعونا في الآخرة، يرجون أن يكون له عند الله نصيب، ويشكون فيه أنه ليس من أهل النار؟ وسلهم هل يشهد اللسان واليد والرجل على مؤمن؟ إنما يشهدن على من حقت عليه كلمة العذاب، فأما المؤمن فهو يعطي كتابه بيمينه، قال تبارك وتعالى: ?فمن أوتي كتابه بيمينه فأولئك يقرأون كتابهم ولا يظلمون فتيلا?[الإسراء: 71].
صفحة ١٤