مجموع رسائل الإمام زيد بن علي عليهم السلام

زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ت. 122 هجري
126

مجموع رسائل الإمام زيد بن علي عليهم السلام

ثم سألنا الفريقين جميعا: هل لله خيرة من خلقه اختارهم واصطفاهم؟ فاجتمع الفريقان على أن لله تعالى خيرة من خلقه اختارهم واصطفاهم.

فقلنا: هاتوا برهانكم عليه؟

فقالوا: قول الله تبارك وتعالى: ? وربك يخلق ما يشاء ويختار ماكان لهم الخيرة? [القصص:68].

فقبلنا منهم حيث اجتمعوا على ذلك، وشهدنا بأن لله تعالى خيرة من خلقه.

ثم سألناهم: من خيرة الله سبحانه من خلقه؟

فقالوا: المتقون.

فقلنا: هاتوا برهانكم عليه؟

فقالوا: قول الله عز وجل: ?يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير? [الحجرات: 13].

فقبلنا حيث اجتمعوا، وشهدنا أنه الحق، وأن خيرة الله من خلقه المتقون.

ثم سألنا الفريقين هل لله خيرة من المتقين؟

فقالوا: نعم.

فقلنا: من هم؟

فقالوا: المجاهدون في سبيل الله.

فقلنا: هاتوا برهانكم عليه؟

فقالوا: قول الله تبارك وتعالى: ?وفضل الله المجاهدين على القاعدين أجرا عظيما درجات منه ومغفرة ورحمة وكان الله غفورا رحيما? [ النساء: 95 - 96].

فقبلنا منهم، وشهدنا أن خيرة الله من المتقين المجاهدون في سبيل الله.

ثم سألنا الفريقين: هل لله خيرة من المجاهدين في سبيل الله؟

قالوا: نعم.

فقلنا: من هم؟

فقالوا: السابقون - من المهاجرين - إلى الجهاد.

فقلنا: مابرهانكم عليه؟

فقالوا: قول الله تبارك وتعالى: ?لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل أولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا وكلا وعد الله الحسنى والله بما تعملون خبير? [الحديد: 10].

صفحة ١٣٠