259

مجموع رسائل الحافظ العلائي

محقق

وائل محمد بكر زهران

الناشر

الفاروق الحديثة للطباعة والنشر

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٢٩ هـ - ٢٠٠٨ م

مكان النشر

القاهرة - جمهورية مصر العربية

تصانيف

يعدل بعمل، وأن من منحه اللَّه تعالى ذلك فهو أفضل ممن جاء بعده على الإطلاق لوجوه: أحدها: مشاهدة النبي ﷺ وثانيها: فضيلة السبق إلى الإسلام. وثالثها: فضيلة الذب عن حضرته ﷺ. ورابعها: فضيلة الهجرة معه أو إليه أو النصرة له. وخامسها: ضبطهم الشريعة وحفظهم عن رسول اللَّه ﷺ. وسادسها: تبليغهم إياها إلى من بعدهم. وَسَابِعُهَا: السبق بالنفقة في أول الإسلام. وَثَامِنُهَا: أن كل فضل وخير وعلم وجهاد ومعروف عمل في هذه الشريعة إلى يوم القيامة فحظهم منه أجل ونوالهم منه أجزل؛ لأنهم سنوا سنن الخير وفتحوا أبوابه ونقلوا معالم الدين وتفاصيل الشريعة إلى من بعدهم. وقد قال ﷺ: "مَنْ سَنَّ فِي الْإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً كَانَ لَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرِ مَنْ عَمِلَ بِهَا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ" (١). وقال ﷺ: "مَنْ دَعَا إِلَى هُدًى كَانَ لَهُ مِنْ الْأُجُورِ مِثْلُ أَجْرِ مَنْ تَبَعَهُ لَا يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئًا" (٢). فهم مساهمون لجميع هذه الأمة في كل أجر يحصل لها إلى يوم القيامة مع ما اختصوا به مما تقدم ذكره. وأما الأحاديث التي ذكرت: فحديث: "وددت أني رأيت إخواني" لا يلزم منه أن يكونوا أفضل من أصحابه كيف والأخوة العامة كانت حاصلة أيضًا للصحابة ﵃ بقوله تعالى: ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ﴾ (٣)، وأيضًا فالصحبة فيها قدر زائد على الأخوة لما يوجد غالبًا بين

(١) رواه مسلم (١٠١٧) ضمن حديث من رواية جرير رضي اله عنه. (٢) رواه مسلم (٢٦٧٤) من حديث أبي هريرة. (٣) الحجرات: الآية ١٠.

1 / 276