231

مجموع رسائل الحافظ العلائي

محقق

وائل محمد بكر زهران

الناشر

الفاروق الحديثة للطباعة والنشر

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٢٩ هـ - ٢٠٠٨ م

مكان النشر

القاهرة - جمهورية مصر العربية

تصانيف

التوفيق وإياه نسأل الهداية إلى أقصد الطريق، إنه بالإجابة جدير وهو على ما يشاء قدير. وَالكَلَامُ فِيمَا قَصَدنَا لَهُ يَنحَصِرُ في ثَلَاثِ مَسَائِل: الْمَسْأَلَةُ الأُولَى: فِيمَا يَثْبُتُ بِهِ اسْمُ الصُّحْبَةِ حَتَّى يَنْطَلِقَ عَلَى مَنْ قَامَ بِهِ اسْمُ الصَّحَابِيّ وَفِي ذَلِكَ مَذَاهِبٌ مُتبايِنةٌ: الأَوَّلُ- وهو الذي عليه جمهور أهل الحديث: أن كل مسلم رآه النبي ﷺ ولو لحظة وعقل منه شيئًا فهو صحابي سواءً كان ذلك قليلًا أو كثيرًا. وهذا ما حكاه القاضي عياض وغيره عن أحمد بن حنبل ﵀، ورواه عبدوس ابن مالك قال: سمعت أبا عبد اللَّه يعني أحمد بن حنبل ﵀ يقول: كل من صحبه سنة أو شهرًا أو ساعة أو رآه فهو من أصحابه (١). وقال البخاري في "صحيحه": من صحب النبي ﷺ أو رآه من المسلمين فهو من أصحابه (٢). وأخرج أبو داود في "سننه" حديث طارق بن شهاب أن النبي ﷺ قال: "الْجُمُعَةُ حَقٌّ وَاجِبٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ. . . " الحديث، ثم قال أبو داود عقيبه: طارق بن شهاب قد رأى النبي ﷺ ولم يسمع منه شيئا (٣). فدل إخراجه الحديث في "سننه" على أنه مسند، ولولا أن طارقًا يعد من الصحابة لمجرد الرؤية وإلا كان تابعيًا فيكون الحديث مرسلًا. قال الشيخ أبو عمرو ابن الصلاح ﵀: المعروف في طريقة أهل الحديث أن

(١) انظر "الكفاية في علم الرواية" (ص ٥١)، و"فتح المغيث" (٣/ ٩٣). (٢) "صحيح البخاري" (باب فضائل أصحاب النبي ﷺ قبل الحديث (٣٦٤٩). (٣) "سنن أبي داود" (١٠٦٧).

1 / 248