المجموع المغيث في غريبي القرآن والحديث

أبو موسى المديني ت. 581 هجري
64

المجموع المغيث في غريبي القرآن والحديث

محقق

عبد الكريم العزباوي

رقم الإصدار

الأولى

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحْيمِ كتاب الهمزة التي تسمى مجازا ألفا من باب الهمزة مع الباء (أبر) - في حديث أسماءَ بنتِ عُمَيْس، ﵂، قيل لعَلِىًّ، ﵁،: "ألا تَتَزَوَّجُ ابنةَ رسولِ الله ﷺ، فقال: مَا لِى صَفْراءُ ولا بَيْضاءُ، ولَستُ بمأْبُورٍ في دِينِى، فيُورِّىَ بها رسَولُ الله ﷺ بها عَنِّى". كذا هو في الفَضائِل، عن ابن مَرْدَوَيْه، وذكر بعضُهم أَنَّ الصواب مَأْثور، ولم نلقَ أحدًا تَنْحَفِظ منه نحو هذه الأَلفاظ. وكنت إذا عرضتُ مثلَ هذا على أُستاذِى الِإمام: أبِى القَاسِم إسماعيل بن محمد الحَافظ، ﵀، قال: اجْمَعْ طُرُقَه. أَخذَ هذا عن يَحْيى بنِ مَعِين كما ذكرناه. وقال أبو نصر السِّجْزِى الحافظ: مَنْ أراد معرفةَ الحديث، فَلْيَجْمَع الأبوابَ والتَّراجِمَ، فاحتجنا أن نَعرِف معنَى هذه اللّفظة، فوجدنا في طريق آخر، عن ابنِ عَبَّاس، ﵄، لِهذا الحديث، قال: "لَستُ بأحَد الرَّجُلَين، لَستُ بصاحِب دُنْيا فيُزَوِّجَنِيها، ولا بالكَافر فيترفَّق بها عن دِيِنى، إني لأوَّل مَنْ أَسلَم، إنّى لَستُ مِمَّن يتألَّفُنى على الِإسلام بتَزْويجِها إيّاى". فعرفنا بذَلِك معنَى الحَدِيث.

1 / 13