وجنان قد شفني مبتداها ... وسعاد فديت مبدى سعاد [16 ظ]
لا تراني أحب خلقا سواها ... أبدا ما حييت حتى التنادي
قال: فتيقنت عند ذلك أن نرجسا صاحبته، فوجهت إلى مولاتها فاشتريتها منها بمئتي دينار، فلما أفاق أبو نواس، وأصبحنا، قلت له بعد أن شرب أرطالا: أتحب اليوم أن تشرب مع حبيبتك؟ فقال: خذ فيما يكون، فقلت: يا غلام، أحضر ذلك الغلام، فدخلت نرجس، فلما رآها بهت، فقلت له: لا تطول، هي لك، فضحك ثم قال: تملكها حتى تهبها؟ قلت: نعم اعلم أنك قلت البارحة وأنت سكران: كذا وكذا، فتيقنت أنك إياها أردت، فاشتريتها من مولاتها وجعلتها خلعتي عليك في صبوحنا، فتلألأ وجهه سرورا، ووثب إلي فقبل رأسي، ثم أقعدها إلى جانبه، وجعل كلما شرب قبلها، ثم قال: [1] [السريع]
ما لي في الناس كلهم مثل ... مائي خمر ونقلي القبل [2]
يومي حتى إذا العيون هدت ... وحان نومي فمفرشي كفل [3]
يا أيها الناس اسمعوا عظتي ... فكل نفس وراءها أجل [4]
فليحمد الله منكم رجل ... ساعده في حبيبه الأمل
فلما أمسى قال: قد جدت بالظبي [5] ، فالتمام الآن في الانصراف، قلت: في حفظ الله.
صفحة ٦٤