قال المهدي لدين الله الحسين بن القاسم صلوات الله عليه: إذا لم يكن الجسم كائنا ما كان من الأشياء، لم (1) ينفك من هذين الحالين، فهو محدث بأبين البيان، وإذا كانت الأعراض لا توجد إلا في الأجسام، وكان محالا أن توجد (2) قبلها، فسبيلها في الحدث سبيلها، لأنا نفينا أن تكون علة كون الإنسان وغيره من الحيوان جسما (3) أو عرضا، لأنهما محدثان، فلما بطل أن يكون علة كون الإنسان وغيره من الحيوان جسما أو عرضا أو عدما، صح أن له صانعا قديما، وهو الله رب العالمين.
- - -
باب الدلالة على صنع الله في الحيوانات
إن (4) سأل سائل فقال: أخبروني (5) ما الدليل على الله عز وجل؟
قيل له ولا قوة إلا بالله: اعلم أيها السائل أن أقرب الأدلة إلى الإنسان نفسه، وذلك أنا نجد الإنسان بعد عدمه، فنعلم أن له موجدا أوجده بعد عدمه، ثم يجد في نفسه حكمة ويجد عليه نعمة، ولا تكون الحكمة إلا من حكيم، ولا النعمة إلا من منعم كريم.
فإن قال: وما الحكمة التي في الإنسان، وما النعمة التي عليه؟
صفحة ١٣٨