مجموع كتب ورسائل الإمام الحسين بن القاسم العياني
تصانيف
ألا ترى أنه لم يزل سميعا بصيرا، كما لم يزل عالما قادرا، وإذا صح قدم السمع والبصر، فليس ثم قديم إلا الله عز وجل، فهما الله لا شريك له، وأنه ليس بذي شخص محدود، ولا عدد معدود، ولا بذي كل ولا بعض، ولا طول ولا عرض، ولا عمق ولا لون، ولا طعم ولا رائحة، ولا محسة ولا سمع، ولا بصر ولا ذوق، ولا شم ولا لمس، ولا فكر ولا نفس، ولا شك ولا ظن، ولا محبة ولا بغض، ولا له صبر ولا غيظ، ولا جهل ولا خاطر، ولا يمين ولا شمال، ولا خلف ولا أمام، ولا فوق ولا تحت، ولا افتراق ولا اجتماع، ولا حركة ولا سكون، ولا ارتفاع ولا اتضاع، وأنه بخلاف كل ما وقع عليه وهم أو أدركه ظن، وأنه لا يخطر على القلوب، وأنه لا يعرف بشيء من الأشياء، إلا بأن لهذا الصنع صانعا، ليس له شبيه ولا مثيل، ولا نظير ولا عديل.
قال عليه السلام: وإنما نفينا عنه هذه الصفات، لأنها من صفات الأجسام، المتعلقة بالصور والأجرام، والخالق لا يشبه صنعه، لأنه - تعالى عن ذلك - لو أشبهه، لكان محدثا مصنوعا مثله، ولو كان محدثا لكان مربوبا، ولما كان خالقا ولا ربا. فتعالى الله عن ذلك علوا كبيرا، وصلى الله على سيدنا ومولانا محمد وآله وسلم تسليما كثيرا.
- - -
كتاب الرد على من أنكر الوحي بعد خاتم النبيين
كتاب الرد على من أنكر الوحي بعد خاتم النبيين
... فليس يدعي النبوة إلا كاذب في المقال، متكمه في الضلال، لأن الله ختم به نبوته، وأكمل به حجته، فلما قبضه الله إليه، واختار له ما لديه، خلفه في أمته بأخيه وذريته، وجعلهم هداة بريته، فهم خلفاء الله في خلقه، وأمناؤه على وحيه، لا يسلم أحد إلا بولايتهم، ولا يهلك إلا بعداوتهم، فنعوذ بالله من الهلكة في الدين، واتباع مردة الشياطين، فقد جهل الحق من جهلهم، وعادى الله من جهل فضلهم، إذ هم فرع الرسول، وسلالة البتول، وخيرة الواحد الجليل.
صفحة ٢٤٥