263

قال ابن عبدالبر في الاستيعاب: آخى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بين المهاجرين، ثم آخا بين المهاجرين والأنصار وقال في كل واحدة منهما لعلي: (( أنت أخي في الدنيا والآخرة )) وممن أخرج أخبار المؤاخاة بين الرسول وبين علي صلوات الله عليهما وآلهما وسلامه أحمد بن حنبل في المناقب وابن عساكر في تاريخه والطبراني والبيهقي في مجمعيهما والباوردي في المعرفة وابن عدي وغيرهم وأخرج الإمام أحمد في مسنده، والإمام النسائي في خصائصه والحاكم في مستدركه والذهبي في تلخيصه معترفا بصحته وغيرهم، من أصحاب السنن بطرق مجمع على صحتها عن عمرو بن ميمون عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه صلى الله عليه وآله وسلم قال في حديث طويل: (( لايذهب بها أي براءة إلا رجل هو مني وأنا منه )) وأنه قال له صلى الله عليه وآله وسلم: (( أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه ليس بعدي نبي )) ((إنه لاينبغي أن أذهب إلا وأنت خليفتي))، وأنه قال له صلى الله عليه وآله وسلم: (( أنت وليي في الدنيا والآخرة )) ، وأنه قال له صلى الله عليه وآله وسلم: (( أنت ولي كل مؤمن بعدي ومؤمنة )) ، وفيه قال ابن عباس: وسد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أبواب المسجد غير باب علي فكان يدخل المسجد جنبا وهو طريقه ليس له طريق غيره، وأنه قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((من كنت مولاه فإن مولاه علي )) . والحديث طويل اختصرته وقد ذكر فيه خبر الراية، وأنه أول الناس إسلاما، وخبر الكساء، وشراء علي نفسه ليلة نام على الفراش وشواهده لاتحصى.

صفحة ٢٤٧