قال ابن تيمية: قال أبو حاتم البستي: قتل زيد بن علي بن الحسين بالكوفة سنة (122 ه)، وصلب على خشبة، وكان من أفاضل أهل البيت وعلمائهم وكانت الشيعة تنتحله. قال أي الشيخ ابن تيمية : ومن زمن خروج زيد افترقت الشيعة إلى رافضة وزيدية، فإنه لما سئل عن أبي بكر وعمر فترحم عليهما رفضه قوم. فقال: رفضتموني. فسموا رافضة لرفضهم إياه، وسمى من لم يرفضه من الشيعة زيديا لانتسابهم إليه، ولما صلب كانت العباد تأتي إلى خشبته بالليل فيتعبدون عندها.. إلى آخره، وتأمل قوله: كانت العباد تأتي.. الخ. والأمة مجمعة على أن الإمام الأعظم زيد بن علي بن الحسين عليهم السلام هو الذي سماهم الرافضة لأنهم رفضوه، وإن اختلف في السبب الذي لأجله رفضوه، ولم ينقل ناقل ولاروى راو أنه جرى للتقديم أو لتفضيل بعض الصحابة على بعض ذكر، فنقل اسم الرفض إلى من قدم أو فضل مجرد افتراء وزور وتحريف للكلم عن مواضعه، ورمي أتباع الإمام الأعظم زيد بن علي بن الحسين بن علي عليهم السلام وخلص أوليائه وأنصاره بهذا الإسم الذي سمى به أعداءه بهتان عظيم وإجرام جسيم ((وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون)) [الشعراء:227].
صفحة ٢١٥