147

وقوله صلى الله عليه وآله وسلم لأمير المؤمنين عليه السلام: ((ستقاتل الناكثين والقاسطين والمارقين)). وقوله صلى الله عليه وآله وسلم للزبير بن العوام مشيرا إلى علي عليه السلام: ((لتقاتلنه وأنت له ظالم)). وقوله صلى الله عليه وآله وسلم لأمير المؤمنين: أنه يضربه أشقى الآخرين. وغير ذلك مما لايحاط به كثرة، ويظهر أن السائل توهم أنه يستفاد من قوله علم مايكون علم الغيب على العموم حقيقة وهو غير صحيح، فإن لفظ العام قد لايراد به جميع مايصلح له فلايكون شاملا، وقد قسم أهل العربية العموم إلى حقيقي وعرفي. وقد قال تعالى: ((وأوتيت من كل شيء )) ((تدمر كل شيء)) ولم يريد بذلك العموم حقيقة لقيام القرينة العقلية وهذا كذلك المراد مايتعلق بالأحداث والفتن ونحوها، ومايحتاج إلى العلم به مما اقتضت الحكمة اطلاع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وقد ورد في السنة النبوية مطابقا للفظ الذي رويناه قال حذيفة رضي الله عنه أخبرني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بما هو كائن إلى أن تقوم الساعة.

صفحة ١٤٢