بليت بسوء المصير، فعليك بحسن التدبير. فلبثت عنده يومي أجمع، أتمتع بالمنظر والسمع. وهو يطرفني بما مر برأسه من العبر، ويحدثني بما ختل وختر، والخبر عندي يعضد الخبر. إلى أن زالت الشمس أو كادت تزول، فاستلقى على وسادته وأنشأ يقول:
أعوذ بالمهيمن الفياض ... من أهل هذا الزمن المهتاض
أسلمهم كالأرقم اللضلاض، ... يلسع كل قادم وماض!
إياك يا صاح من التغاضي ... واحذر ولو من طلحة الفياض
من عاشر الخلق بخلق راض، ... وباشر الجفون بالإغماض
هيهات أن يخلو من انقباض، ... ما الختل يا بني من أغراضي!
لكن تصدى الظلم لانتهاضي ... أن أدفع الأمراض بالأمراض
والظلم من خبائث الحياض ... يُلجى إلى تدنس الأعراض
لو أنصف الناس استراح القاضي
1 / 13