99

مجمع الأمثال

محقق

محمد محيى الدين عبد الحميد

الناشر

دار المعرفة - بيروت

مكان النشر

لبنان

٥٩٠- أَبْخَرُ مِنْ أَسَدٍ، وَمِنْ صَقْرٍ وفيه يقول الشاعر: وله لحيةُ تَيْسٍ ... وله مِنْقَارُ نَسْر وله نَكْهَة لَيْثٍ ... خالَطَتْ نكْهَةَ صَقْرِ
٥٩١- أَبْقَى مِنَ الدَّهْر ويقال أيضا: "أبْقَى عَلَى الدَّهْرِ مِنَ الدَّهْرِ" ومن أمثال العرب السائرة: البئر أبْقى من الرِّشَاء.
٥٩٢- أَبْقَى مِنْ تَفَارِيقِ العَصَا هذا المثل قد ذكَرْناه في الباب الأول في قولهم "إنك خيرٌ من تفاريق العصا"
٥٩٣- أَبْطَشُ مِنْ دَوْسَرَ قالوا: إن دَوْسر إحدى كَتَائب النعمان بن المنذر ملك العرب، وكانت له خمس كتائب: الرهائن، والصنائع، والوضائع، والأشاهب، ودوسر، وأما الرهائن فإنهم كانوا خمسمائة رجل رَهَائن لقبائل العرب، يُقِيمون على باب الملك سنةً ثم يجيء بدلَهم خمسُمائة أخرى، وينصرف أولئك إلى أحيائهم، فكان الملكُ يغزو بهم ويُوَجِّههم في أموره. وأما الصنائع فبنو قَيْس وبنو تَيْم اللاَّتِ ابني ثعلبة، وكانوا خَوَاصَّ الملك لا يَبْرَحُون بابه. وأما الوضائع فإنهم كانوا ألفَ رجلٍ من الفُرْس يضعهم ملكُ الملوك بالحِيرة نَجْدَةً لملك العرب، وكانوا أيضًا يقيمون سنةً ثم يأتي بدلَهم ألفُ رجلٍ، وينصرف أولئك. وأما الأشاهب فإخْوَةُ ملك العرب وبنو عمه ومَنْ يتبعهم من أعوانهم، وسموا الأشاهب لأنهم كانوا بيضَ الوجوه. وأما دَوْسَر فإنها كانت أخْشَنَ كتائبه وأشدَّها بطشًا ونكاية، وكانوا من كل قبائل العرب، وأكثرهم من ربيعة، سميت دوسر اشتقاقا من الدَّسْر، وهو الطعن بالثقل، لثقل وطأتها، قال الشاعر: ضَرَبَتْ دَوْسَرُ فيهم ضربةً ... أثبتَثْ أَوْتاد مُلْكٍ فاستقر وكان ملك العرب عند رأس كل سنة - وذلك أيام الربيع - يأتيه وُجُوه العرب وأصحاب الرهائن، وقد صير لهم أكلا عنده، وهو ذوو الآكال، فيقيمون عنده شهرًا، ويأخذون آكالهم، ويُبَدِّلون رهائنهم، وينصرفون إلى أحيائهم.
٥٩٤- أَبْرَدُ مِنْ أَمْرَدَ لا يُشْتَهى، وَمِنْ مُسْتَعْمِلِ النَّحْوِ في الحسابِ، وَمِنْ بَرْدِ الكَوَانِينِ

1 / 118