مجمع الأمثال
محقق
محمد محيى الدين عبد الحميد
الناشر
دار المعرفة - بيروت
مكان النشر
لبنان
٤٥٦- بِبَطْنِهِ يَعْدُو الذَّكَرُ
يقال: إن الذكر من خيل يَعْدُو على حسب ما يأكل، وذلك أن الذكر أكثر أكلا من الأنثى فيكون عَدْوُهُ أكثر، ويقال: إن أصله أن رجلا أتى امرأته جائعا، فتهيأت له، فلم يلتفت إليها ولا إلى ولدها، فلما شبع دعا ولده فقرّبهم، وأراد الباءة، فقالت المرأة: ببطنه يعدو الذكر. وقال أبو زيد: زعموا أن امرأة سابَقَتْ رجلا عظيمَ البطنِ فقالت له ترهبه بذلك: ما أعظَمَ بطنك! فقال الرجل: ببطنه يَعْدُو الذكر.
٤٥٧- بِكُلِّ وَادٍ أَثَرٌ مِنْ ثَعْلَبَةَ
هذا من قول ثعلبيّ رأى من قومه ما يسوءه، فانتقل إلى غيرهم، فرأى منهم أيضًا مثل ذلك.
٤٥٨- بِالسَّاعِدَيْنِ تَبْطِشُ الكَفَّانِ
يضرب في تعاوُنِ الرجلين وتساعُدِهما وتعاضُدِهما في الأمر.
ويروى "بالساعد تبطش الكف" قال أبو عبيدة: أي إنما أقْوَى على ما أريد بالمقدرة والسعة، وليس ذلك عندي. يضربه الرجل شيمتُه الكرم غير أنه مُعْدم مُقْتر، قال: ويضرب أيضًا في قلة الأعوان.
٤٥٩- بَدَا نَجِيثُ القَوْمِ
أي: ظهر سرهم، وأصْلُ النَّجِيث ترابُ البئر إذا استخرج منها، جعل كنايةً عن السر، ويقال لتراب الهدف نجيث أيضًا، أي صار سرهم هَدَفًا يُرمَى.
٤٦٠- بَرِحَ الخَفاءُ
أي زال، من قولهم "ما برح يفعل كذا" أي ما زال، والمعنى زال السر فوضح الأمر، وقال بعضهم: الخفاء المتطأطئ من الأرض، والبراحُ: المرتفعُ الظاهر، أي صار الخفَاء بَرَاحا، وقال:
بَرِحَ الخَفَاء فَبُحْتُ بالكتمان ... وشَكَوْتُ ما ألقى إلى الإخْوان
لو كان ما بي هَيِّنًا لكَتمْتُهُ ... لكنّ مابي جَلَّ عن كِتْمَانِ.
٤٦١- بِمِثْلِ جَارِيَة فَلْتَزْنِ الزَّانِيَة
هو جارية بن سُلَيط، وكان حَسَنَ الوجه، فرأته امرأة فمكنته من نفسها وحملت، فلما علمت به أمها لامتها، ثم رأت الأم جمالَ ابن سُلَيط فعذرت بنتها وقالت: بمثل جارية، فلتزن الزانية، سرًا أو علانية.
يضرب في الكريم يَخْدُمُه مَنْ هو دُونَه.
1 / 95