مجمع الأمثال
محقق
محمد محيى الدين عبد الحميد
الناشر
دار المعرفة - بيروت
مكان النشر
لبنان
١٤٠١- ادْفَعِ الشَّرَّ عَنْكَ بِعُودٍ أَوْ عَمُودٍ
قال بعضهم: إذا أتاك سائلُكَ فلا تردَّه إلا بعطية قليلة أو كثيرة تقطع بها عنك لسانه فلا يذمك، وقال آخرون: ادْفَعِ الشرَّ بما تقدر عليه.
١٤٠٢- دَعْ عَنْكَ نَهْبًا صِيحَ فِي حَجَرَاتِهِ
النهب: المالُ المنهوب، وكذلك النُّهْبَى والحَجَرَاتُ: النواحي.
يضرب لمن ذهب من ماله شيء ثم ذهب بعده ما هو أجَلُّ منه.
وهذا من بيت امرئ القيس، قاله حين نزل على خالد بن سَدُوس بن أصمع النَّبْهَاني، فأغار عليه باعث بن حويص وذهب بإبله، فقال له جاره خالد: أعطني صنائعَكَ ورواحلك حتى أطلب عليها مالَكَ ففعل، فانطوى عليها، ويقال: بل لَحِقَ القومَ، فقال لهم: أغرتم على جاري يا بني ⦗٢٦٨⦘ جَديلة، فقالوا: والله ما هو لك بجار، قال: بلى والله ما هذه الإبل التي معكم إلا كالرواحل التي تحتي؟ قالوا كذلك، فأنزلوه وذهبوا بها، فقال امرؤ القيس فيما هجاه به:
وَدَعْ عَنْكَ نَهْبًا صِيحَ فِي حَجَرَاتِه ... وَلكِنْ حَدِيثًا مَا حَدِيث الرَّوَاحِلِ
يقول: دع النهبَ الذي انتهبه باعث، ولكن حدثني حديثًا عن الرواحل التي ذَهَبْتَ أنت بها ما فَعَلَتْ، ثم قال في هجائه:
وأعْجَبَنِي مَشْيُ الْحُزُقَّةِ خَالِدٍ ... كَمَشْيِ أتَانٍ حُلِّئَتْ عن مَنَاهِلِ
1 / 267