جزء فيه | منتقى من منتخب | حديث أبي بكر الزهري
صفحة ٢٥
قرأته على الشيخة الصالحة أم عبد الله | زينب ابنة أحمد بن عبد الرحيم بن عبد الواحد الكمالية | عن أبي محمد عبد الخالق بن الأنجب بن المعمر النشتبري | إجازة عن وجيه بن طاهر كذلك | في رمضان سنة سبع ( وثلاثين ؟ ) وسبعمئة | كتبه محمد بن عبد الله بن أحمد ابن المحب المقدسي | | صفحة فارغة | |
صفحة ٢٦
بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله وحده | وصلى الله علي محمد وآله وسلم
أخبرنا الشيخ الإمام العالم أبو بكر القاسم بن عبد الله بن عمر بن | أحمد الصفار إجازة ، وأنبأنا عنه عمي الشيخ الإمام العالم ضياء الدين | أبو عبد الله محمد بن عبد الواحد بن أحمد المقدسي رحمه الله : | أخبركم أبو بكر وجيه بن طاهر بن محمد الشحامي قراءة : أخبرنا أبو حامد | أحمد بن الحسن الأزهري قال : أخبرنا الشيخ الثقة أبو سعيد محمد بن | عبد الله بن حمدون التاجر قال : حدثنا أبو حامد أحمد بن محمد بن | الحسن الشرقي قال : حدثنا محمد بن يحيى بن عبد الله بن خالد | الذهلي : |
1 - حدثنا بشر بن عمر قال : حدثنا مالك بن أنس ، عن ابن | شهاب ، عن أنس بن مالك :
أن رسول الله [ صلى الله عليه وسلم ] أتي بلبن قد شيب بماء ، وعن يمينه أعرابي وعن | يساره أبو بكر ، فشرب ثم أعطي الأعرابي ، وقال : ' الأيمن فالأيمن ' . |
صفحة ٢٧
2 - وبه : حدثنا عبد الرزاق : أخبرنا معمر ، عن الزهري : حدثني | أنس بن مالك :
أن رجلا من الأعراب أتي رسول الله [ صلى الله عليه وسلم ] فقال : يا رسول الله ، | متى الساعة ؟ فقال رسول الله [ صلى الله عليه وسلم ] : ' وماذا أعددت لها ؟ ' ، فقال | الأعرابي : ما أعددت لها من كبير أحمد عليه نفسي ، إلا أني أحب الله | ورسوله ، فقال له رسول الله [ صلى الله عليه وسلم ] : ' فإنك مع من أحببت ' . |
3 - وبه عن أنس بن مالك قال :
قال رسول الله [ صلى الله عليه وسلم ] : ' لا تحاسدوا ، ولا تقاطعوا ، ولا تدابروا ، | وكونوا عباد الله إخوانا ، لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ' . |
4 - حدثنا عاصم بن علي قال : حدثنا أبو أويس ، عن الزهري ، | عن أخيه عبد الله بن مسلم بن شهاب ، عن أنس بن مالك : | أن رسول الله [ صلى الله عليه وسلم ] / سئل عن الكوثر ، فقال : ' هو نهر أعطانيه الله | في الجنة ، أبيض من اللبن وأحلى من العسل ، فيه طيور أعناقها كأعناق | الجزر ' ، فقال عمر بن الخطاب : يا رسول الله ، إنها لناعمة ، قال : | ' أكلتها أنعم منها ' . | |
صفحة ٢٨
5 - حدثنا سعيد بن كثير بن عفير الأنصاري قال : حدثنا | عبد الله بن وهب ، عن يونس ، عن ابن شهاب قال : حدثني أنس بن مالك :
أن رسول الله [ صلى الله عليه وسلم ] قال : ' إن قدر حوضي لما بين أيلة وصنعاء من | اليمن ، وإن فيه من الأباريق بعدد نجوم السماء ' . |
6 - وبه قال : قال أنس :
قال رسول الله [ صلى الله عليه وسلم ] : ' لو أن لابن آدم واديا من ذهب أحب أن يكون | له واد آخر ، ولن يملأ فاه إلا التراب ، والله يتوب على من تاب ' . |
7 - حدثنا عبد الرزاق قال : أخبرنا معمر ، عن الزهري قال : | حدثني محمود :
أنه عقل رسول الله [ صلى الله عليه وسلم ] ، وعقل مجة مجها من دلو في دراهم . |
8 - وبه قال : حدثني محمود بن الربيع ، عن عتبان بن مالك قال :
صفحة ٢٩
أتيت رسول الله [ صلى الله عليه وسلم ] فقلت : إني قد أنكرت بصري ، وإن السيول | تحول بيني وبين مسجد قومي ، ولوددت أنك جئت فصليت في بيتي مكانا | أتخذه / مسجدا ، فقال النبي [ صلى الله عليه وسلم ] : ' أفعل إن شاء الله ' ، قال : فمر | | النبي [ صلى الله عليه وسلم ] على أبي بكر فاستتبعه ، فانطلق معه ، فاستأذن فدخل ، فقال | وهو قائم : ' أين تريد أن أصلي ؟ ' ، قال : فأشرت له حيث أريد .
قال : ثم حبسته على خزير صنعناه له ، فسمع أهل الوادي - يعني | أهل الدار - فثابوا إليه حتى امتلأ البيت ، فقال الرجل : أين مالك بن | الدخشن ؟ فقال رجل : إن ذلك رجل منافق ، لا يحب الله ولا رسوله ، | فقال النبي [ صلى الله عليه وسلم ] : ' ألا تقول هو يقول لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه | الله ' ، فقال : يا رسول الله ، أما نحن فنرى وجهه وحديثه إلى المنافقين ، | فقال النبي [ صلى الله عليه وسلم ] أيضا : ' ألا يقول لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله ؟ ' ، | قال : بلى يا رسول الله ، قال : ' فلن يوافي عبد يوم القيامة يقول لا إله إلا | الله يبتغي بذلك وجه الله إلا حرم على النار ' .
قال محمود : فحدثت بهذا الحديث نفرا فيهم أبو أيوب الأنصاري ، | فقال : ما أظن رسول الله [ صلى الله عليه وسلم ] قال ما قلت ، قال : فآليت إن رجعت إلى | عتبان أن أسأله ، فرجعت إليه فوجدته شيخا كبيرا إمام قومه وقد ذهب | بصره ، فجلست إلى جنبه ، فسألته عن هذا الحديث ، فحدثنيه كما حدثنيه | أول مرة .
صفحة ٣٠
قال معمر : فكان الزهري إذا حدث بهذا الحديث قال : ثم نزلت | | فرائض وأمور نرى أن الأمر انتهى إليها ، فمن استطاع أن يغتر فلا | يغتر . |
9 - / وبه عن الزهري قال : أخبرني عبد الله بن عامر بن ربيعة ، | عن حارثة بن النعمان قال :
مررت على رسول الله [ صلى الله عليه وسلم ] ومعه جبريل جالس في المقاعد ، فسلمت | عليه ثم أجزت ، فلما رجعت وانصرف النبي [ صلى الله عليه وسلم ] فقال لي : ' هل رأيت الذي | كان معي ؟ ' ، قلت : نعم ، قال : ' فإنه جبريل ، وقد رد عليك السلام ' . |
10 - وبه عن الزهري ، عن علي بن حسين :
أن أول خير قدم المدينة عن رسول الله [ صلى الله عليه وسلم ] ، أن امرأة من أهل | يثرب تدعى فطيمة ، كان لها تابع من الجن ، فجاءها يوما فوقع على | جدارها ، فقالت : ما لك لا تدخل ؟ قال : إنه قد بعث نبي يحرم الزنا ، | فحدثت بذلك المرأة عن تابعها من الجن ، وكان أول خبر يحدث بالمدينة | عن رسول الله [ صلى الله عليه وسلم ] . | |
صفحة ٣١
11 - وحدثنا يزيد بن عبد ربه قال : حدثنا بقية بن الوليد ، عن | الزبيدي ، عن الزهري ، عن محمد بن عبد الله بن عباس قال :
كان ابن عباس يحدث أن الله عز وجل أرسل إلى نبيه ملكا من | الملائكة معه جبريل ، فقال الملك لرسول الله [ صلى الله عليه وسلم ] : إن الله يخيرك بين | أن تكون عبدا نبيا ، وبين أن تكون ملكا نبيا ، فالتفت النبي [ صلى الله عليه وسلم ] إلى جبريل | كالمستشير له ، فأشار / جبريل إلى النبي [ صلى الله عليه وسلم ] بيده أن تواضع ، فقال | النبي [ صلى الله عليه وسلم ] : ' لا ، بل أكون عبدا نبيا ' ، قال : فما أكل بعد تلك الكلمة | طعاما متكئا حتى لقي ربه . |
صفحة ٣٢
12 - وبه : حدثنا عبد الرزاق قال : أخبرنا معمر ، عن الزهري ، | عن محمد بن جبير بن مطعم ، عن أبيه قال : | | سمعت رسول الله [ صلى الله عليه وسلم ] يقول : ' لا يدخل الجنة قاطع ' . |
13 - وبه : حدثنا عثمان بن صالح قال : أخبرنا ابن وهب قال : | أخبرني يونس بن يزيد ، عن ابن شهاب قال : أخبرني نافع بن جبير بن | مطعم ، عن عثمان بن أبي العاص الثقفي :
أنه شكى إلى رسول الله [ صلى الله عليه وسلم ] وجعا يجده منذ أسلم ، فقال له | رسول الله [ صلى الله عليه وسلم ] : ' ضع يدك على الذي تألم من جسدك فقل : بسم الله | ثلاثا ، وقل : أعوذ بالله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر سبع مرات ' . |
14 - وبه : حدثنا عبد الرزاق قال : أخبرنا معمر ، عن الزهري | قال : أخبرني القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق ، أن عائشة أخبرته :
أن رسول الله [ صلى الله عليه وسلم ] دخل عليها وهي مستترة بقرام فيه صورة تماثيل ، | فتلون وجهه ، ثم أهوى إلى القرام فتهتكه بيده ، ثم قال : ' إن من أشد الناس | عذابا يوم القيامة الذين يشبهون بخلق الله ' . |
15 - وبه عن الزهري قال : أخبرني القاسم بن محمد قال :
صفحة ٣٣
اجتمع أبو هريرة وكعب ، / فجعل أبو هريرة يحدث كعبا عن | النبي [ صلى الله عليه وسلم ] ، وجعل كعب يحدث أبا هريرة عن الكتب ، قال أبو هريرة : قال | النبي [ صلى الله عليه وسلم ] : ' لكل نبي دعوة مستجابة ، وإني أخبأت دعوتي شفاعة لأمتي | | يوم القيامة ' ، فقال له كعب : أنت سمعت هذا من نبي الله [ صلى الله عليه وسلم ] ؟ قال : | نعم . |
16 - وبه عن الزهري ، عن عروة ، عن عائشة قالت :
دخل رهط من اليهود على رسول الله [ صلى الله عليه وسلم ] فقالوا : السام عليكم ، | قالت عائشة : ففهمتها فقلت : عليكم السام واللعنة ، فقال النبي [ صلى الله عليه وسلم ] : ' مهلا | يا عائشة ، إن الله يحب الرفق في الأمر كله ' ، قلت : يا رسول الله ، ألم | تسمع ما قالوا ؟ فقال رسول الله [ صلى الله عليه وسلم ] : ' قد قلت وعليكم ' . |
17 - وبه عن عائشة : أن النبي [ صلى الله عليه وسلم ] كان يتعوذ من المأثم والمغرم ، | فقالت له عائشة : يا رسول الله ، ما أكثر ما تتعوذ من المغرم ، قال : ' إنه من | غرم وعد فأخلف ، وحدث فكذب ' . | |
صفحة ٣٤
18 - وبه عن عائشة قالت : كان رسول الله [ صلى الله عليه وسلم ] ينفث على نفسه | في المرض الذي قبض فيه بالمعوذات .
قال معمر : فسألت الزهري : كيف كان ينفث على نفسه ؟ قال : كان | ينفث على يديه ثم يمسح بهما وجهه .
قالت عائشة : فلما ثقل جعلت / أنفث عليه بهن وأمسحه بيد | نفسه . |
19 - وبه عن عائشة قالت : قال رسول الله [ صلى الله عليه وسلم ] : ' ما من مرض | أو وجع يصيب المؤمن إلا كان كفارة لذنبه ، حتى الشوكة يشاكها أو النكبة | ينكبها ' . |
20 - وبه عن عائشة قالت : كنت أغتسل أنا و رسول الله [ صلى الله عليه وسلم ] في | إناء واحد فيه قدر الفرق . |
صفحة ٣٥
21 - حدثنا عبد الرزاق قال : أخبرنا ابن جريج قال : حدثني ابن | | شهاب ، عن عمر بن عبد العزيز ، عن إبراهيم بن عبد الله بن قارظ ، | يحدثه ' عن أبي هريرة ، وعن حديث سعيد بن المسيب ، عن أبي هريرة | قال :
سمعت رسول الله [ صلى الله عليه وسلم ] يقول : ' إذا قلت لصاحبك أنصت والإمام | يخطب يوم الجمعة فقد لغوت ' . |
22 - حدثنا عبد الرزاق : أخبرنا معمر ، عن الزهري ، عن حبيب | مولى عروة بن الزبير ، عن عروة بن الزبير ، عن أبي مراوح الغفاري عن | أبي ذر قال :
صفحة ٣٦
جاء رجل إلى النبي [ صلى الله عليه وسلم ] فسأله قال : ' إيمان | بالله وجهاد في سبيل الله ' ، قال : فأي العتاقة أفضل ؟ قال : ' أنفسها ' ، | قال : أفرأيت إن لم أجد ، قال : ' فتعين الضائع وتصنع لأخرق ' ، قال : | أفرأيت إن لم أستطع ، قال : ' فدع الناس من شرك ، فإنها صدقة تصدق | | بها على نفسك ' . |
23 - حدثنا محمد بن وهب بن عطية قال : حدثنا الوليد بن مسلم | قال : حدثنا مرزوق بن أبي الهذيل قال : حدثنا الزهري : حدثني | أبو عبد الله الأغر ، عن أبي هريرة قال :
قال / رسول الله [ صلى الله عليه وسلم ] : ' إن مما يلحق المؤمن من عمله وحسناته | بعد موته علما علمه ونشره ، أو ولدا صالحا تركه ، أو مصحفا ورثه ، | أو مسجدا بناه ، أو بيتا لابن السبيل بناه ، أو نهرا أكراه ، أو صدقة أخرجها | من ماله في صحته وحياته تلحقه من بعد موته ' . |
24 - حدثنا عبد الرزاق : أخبرنا معمر ، عن الزهري ، عن | أبي الأحوص ، عن أبي ذر قال :
قال رسول الله [ صلى الله عليه وسلم ] : ' إذا قام أحدكم إلى الصلاة فإن الرحمة | تواجهه ، فلا تحركوا الحصى ' . |
صفحة ٣٧
25 - حدثنا نعيم بن حماد : حدثنا ابن المبارك قال : أخبرنا | يونس ، عن الزهري ، سمع أبا الأحوص يحدثنا في مجلس سعيد بن | | المسيب وابن المسيب جالس ، أنه سمع أبا ذر يقول :
قال رسول الله [ صلى الله عليه وسلم ] : ' لا يزال الله مقبلا على العبد ما لم يلتفت ، | فإذا صرف وجهه انصرف عنه ' . |
26 - حدثنا يزيد بن عبد ربه قال : حدثنا محمد بن حرب ، عن | الزبيدي ، عن الزهري ، عن عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك ، | عن كعب بن مالك :
أن رسول الله [ صلى الله عليه وسلم ] قال : ' يبعث الناس يوم القيامة ، فأكون أنا وأمتي | على تل ، ويكسوني ربي حلة خضراء ، ثم يؤذن لي فأقول ما شاء الله أن | أقول ، فذلك المقام المحمود ' . |
27 - حدثنا عبد الرزاق : أخبرنا معمر ، عن الزهري قال : حدثني | ثابت بن قيس :
أن أبا هريرة قال : أخذت الناس ريح بطريق مكة وعمر بن | الخطاب / حاج ، فاشتدت عليهم ، فقال عمر لمن حوله : من يحدثنا عن | الريح ، فلم يرجعوا إليه شيئا ، قال : فبلغني الذي سأل عنه عمر ، | فاستحثثت راحلتي حتى أدركته ، فقلت :
صفحة ٣٨
يا أمير المؤمنين ، أخبرت أنك سألت عن الريح ، وإني سمعت | رسول الله [ صلى الله عليه وسلم ] يقول : ' الريح من روح الله ، تأتي بالرحمة وتأتي بالعذاب ، | | فإذا رأيتموها فلا تسبوها ، وسلوا الله من خيرها ، واستعيذوا به من شرها ' . |
28 - حدثنا أصبغ : أخبرنا عبد الله بن وهب ، عن يونس بن | يزيد ، عن ابن شهاب قال : حدثني المعلى بن رؤيبة التميمي ، عن | هاشم بن عبد الله بن الزبير ، أنه أخبره :
صفحة ٣٩
أن عمر بن الخطاب أصابته مصيبة ، فأتى رسول الله [ صلى الله عليه وسلم ] فشكى إليه ذلك ، | وسأله أن يأمر له بوسق من تمر ، فقال له رسول الله [ صلى الله عليه وسلم ] : ' إن شئت أمرت لك | بوسق ، وإن شئت علمتك كلمات هي خير لك منه ' ، قال : علمنيهن ومر لي | بوسق فإني ذو حاجة إليه ، قال : ' أفعل ' ، قال : ' قل : اللهم احفظني بالإسلام | قاعدا ، واحفظني بالإسلام راقدا ، ولا تطع في عدوا وحاسدا ، وأعوذ بك من | | شر ما أنت آخذ بناصيته ، وأسألك من الخير الذي هو بيدك كله ' . |
29 - حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد : حدثنا أبي ، عن | صالح ، عن ابن شهاب قال :
كان عمر بن الخطاب لا يأذن لسبي قد احتلم في دخول المدينة ، | حتى كتب المغيرة بن شعبة وهو على الكوفة يذكر له غلاما عنده صنعا | ويستأذنه ويدخله المدينة ، ويقول : إن عنده أعمالا كثيرة فيها منافع للناس ، | إنه حداد نقاش نجار ، فكتب إليه عمر فأذن له أن يرسل به إلى المدينة ، | وضرب عليه المغيرة مئة درهم في كل شهر .
صفحة ٤٠
قال : فجاء إلى عمر / يشتكي إليه شدة الخراج ، فقال له عمر : ماذا | تحسن من العمل ، فذكر له الأعمال التي يحسنها ، فقال له عمر : ما | خراجك بكثير في كنه ما تعمل ، فانصرف ساخطا يتذمر ، فلبث عمر | ليالي ، ثم إن العبد مر به ، فدعاه فقال : ألم أحدث أنك تقول : لو أشاء | لصنعت رحى تطحن بالريح ! فالتفت العبد ساخطا إلى عمر عابسا ومع | عمر رهط ، فقال : لأصنعن لك رحى يتحدث الناس بها . | | فلما ولي العبد أقبل عمر على الرهط الذين معه فقال لهم : أوعدني | العبد آنفا . فلبث ليالي ، ثم اشتمل أبو لؤلؤة على خنجر ذي رأسين | نصابة في وسطه ، فكمن في زاوية من زوايا المسجد في غلس السحر ، | فلم يزل هنالك حتى خرج عمر يوقظ الناس للصلاة صلاة الفجر ، وكان | عمر يفعل ذلك ، فلما دنا منه عمر وثب عليه فطعنه ثلاث طعنات إحداهن | أسفل تحت السرة قد خرقت السفاق ، وهي التي قتلته ، ثم أغار أيضا | على أهل المسجد فطعن من يليه ، حتى طعن سوى عمر أحد عشر رجلا ، | ثم انتحر بخنجره ، فقال عمر حين أدركه النزف وانقصف الناس عليه : | قولوا لعبد الرحمن بن عوف فليصل بالناس ، ثم غلب عمر النزف حتى | غشي عليه .
صفحة ٤١
قال ابن عباس : فاحتملت عمر في رهط حتى أدخلته بيته ، ثم صلى | للناس عبد الرحمن ، فأنكر الناس صوت عبد الرحمن ، فقال ابن عباس : | فلم أزل عند عمر ، ولم يزل في غشية واحدة حتى أسفر ، فلما أسفر ، أفاق | فنظر في وجوهنا ، ثم قال : أصلي الناس ؟ قلت : نعم ، / فقال : لا إسلام | لمن ترك الصلاة ، ثم دعا بوضوء ، فتوضأ ثم صلى ، ثم قال : اخرج | يا عبد الله بن عباس فسل من قتلني ، قال ابن عباس : فخرجت حتى | فتحت باب الدار ، فإذا الناس مجتمعون جاهلون بخبر عمر ، قال : قلت : | من طعن أمير المؤمنين ؟ فقالوا : طعنة عدو الله أبو لؤلؤة غلام المغيرة بن | | شعبة قال : فدخلت ، فإذا عمر يبديني النظر يستأني خبر ما بعثني إليه ، | قال : قلت : أرسلني أمير المؤمنين لأسأل من قتله ، فكلمت الناس فزعموا | أنه طعنه عدو الله أبو لؤلؤة غلام المغيرة بن شعبة ، ثم طعن معه رهطا ثم | قتل نفسه ، فقال : الحمد لله الذي لم يجعل قاتلي يحاجني عند الله | بسجدة سجدها لله قط ، ما كانت العرب لتقتلني .
قال سالم : فسمعت عبد الله بن عمر يقول : [ قال عمر ] : أرسلوا | إلى طبيب ينظر إلى جرحي هذا ، قال : فأرسلوا إلى طبيب من العرب | فسقى عمر نبيذا ، فشبه النبيذ بالدم حين خرج من الطعنة التي تحت السرة ، | قال : فدعوت طبيبا آخر من الأنصار ثم من بني معاوية ، فسقاه لبنا ، فخرج | اللبن من الطعنة يصلد ، أراه قال : أبيض - أنا أشك - ، فقال له | الطبيب : يا أمير المؤمنين : اعهد ، فقال عمر : صدقني أخو بني معاوية ، | ولو قلت غير ذلك كذبتك ، قال : فبكى عليه القوم حين سمعوا ذلك ، | فقال : لا تبكوا علينا ، من كان باكيا فليخرج ، ألم تسمعوا ما قال | رسول الله [ صلى الله عليه وسلم ] ؟
قال : ' يعذب الميت ببكاء أهله عليه ' .
فمن أجل ذلك كان عبد الله بن عمر لا يقر أن / [ يبكي ] عنده | على هالك من ولده ولا غيرهم . | |
صفحة ٤٢
30 - حدثنا عبد الرزاق : أخيرنا معمر ، عن الزهري ، عن سالم ، | عن ابن عمر قال :
دعا عمر حين طعن عليا وعثمان وعبد الرحمن بن عوف و الزبير ، | وأحسبه قال : سعدا ، فقال : إني نظرت في أمر الناس فلم أر عندهم | شقاقا ، فإن يكن شقاق فهو فيكم ، ثم إن قومكم إنما يؤمرون أحدكم أيها | الثلاثة ، فإن كنت على شيء من أمر الناس يا علي فاتق الله ولا تحمل بني | هاشم على رقاب الناس ، وإن كنت يا عثمان على شيء من أمر الناس فاتق | الله ولا تحمل بني أبي معيط على رقاب الناس ، وإن كنت على شيء من | أمر الناس يا عبد الرحمن فاتق الله ولا تحمل أقاربك على رقاب الناس ، | قوموا فتشاورا ثم أمروا أحدكم ، فقاموا ليتشاوروا .
صفحة ٤٣
قال عبد الله بن عمر : فدعاني عثمان ليشاورني ولم يدخلني عمر | في الشورى ، فلما أكثر أن يدعوني قلت : ألا تتقون الله ! أتؤمرون وأمير | المؤمنين حي بعد ! قال : فكأنما أيقظت عمر ، فدعى بهم فقال : أمهلوا ، | ليصلي بالناس صهيب ، ثم تشاوروا ثلاثا وأجمعوا أمركم في الثلاث ، | | واجمعوا أمراء الأجناد ، فمن تأمركم من غير مشورة من المسلمين فاقتلوه .
قال ابن عمر : والله ما أحب أني كنت معهم ، لأني قل ما سمعت | عمر يحرك شفتيه بشيء إلا كان بعض الذي يقول .
قال الزهري : فلما مات عمر اجتمعوا ، فقال لهم عبد الرحمن : | إن شئتم اخترت لكم ، فولوه ذلك ، قال المسور بن مخرمة : فما رأيت مثل | عبد الرحمن ، والله ما ترك أحدا من المهاجرين والأنصار ولا غيرهم من | ذوي الرأي إلا استشارهم تلك الليلة . |
31 - حدثنا محمد بن موسى بن أعين قال : حدثنا أبي ، عن | إسحاق بن راشد ، عن الزهري ، عن سعيد بن المسيب قال :
لما كان ليلة دخل الناس مكة ليلة الفتح ، لم يزالوا في تكبير وتهليل | وطواف بالبيت حتى أصبحوا ، فقال أبو سفيان لهند : أترين هذا من الله ، | قال : ثم أصبح فغدا أبو سفيان إلى رسول الله [ صلى الله عليه وسلم ] ، فقال له | رسول الله [ صلى الله عليه وسلم ] : ' قلت لهند : أترين هذا من الله ، نعم هذا من الله ' ، | قال أبو سفيان ، أشهد أنك عبد الله ورسوله ، والذي يحلف به | أبو سفيان ، ما سمع قولي هذا أحد من الناس إلا الله وهند . |
32 - حدثنا أبو صالح ، عن بن لهيعة ، عن عقيل ، عن ابن | شهاب ، عن سعائيد ابن المسيب : |
صفحة ٤٤