============================================================
الجلس السادس عشر من المائة الأولى بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الداني 10) بمعالم قدرته القصى ، بتحقيق معرفته فهو سبحانه الداني القصي ، الذي خلق الانسان ضعيفا من حيث وضعه الجسداني الدني ، قويا من حيث حظه النفساني السني (2) ، فتعالى من له في الصنائع الخلق الضعيف القوي ، فهو بقوته على جميع ما حوته الارض من نبائها وحيوانها احتوى ، ومنها بالحاظ فكره في ملكوت السموات والأرض بلغ أشد المعرفة واستوى ، حتى اذا سما بطرفه إلى سماء توحيد ربه انهد منه (3) شديد القوى ، فان قبض عنان فكره ضل في مهامه التعطيل وغوى ، وان أطلقه تاه في وادي التشبيه وهوى ، وناداه عجز العبودية فاختلع نعلبك إنك بالواد المقدئس طوى، (4 . أحمده بالعجز عن حمده مقرا، واسبح له تسبيح من جعل نفسه لتسبيحه مقرأ، ه حمد عارف انه ما قدره احق قدره ، معترف بتنزيهه هن آن يتخذ كرسيا من لسانه وفكره ، وصلى الله على خير من أخرجته الأرض البسيطة ، وأحاطت به الأفلاك المحيطة ، الواضحة به الى النجاة السبل ، المختوم برسالته الرسل ، وبملته الملل ، وعلى وصيه علي بن أبي طالب (1) الداني : الذي في ذر (2) السي : سقطت في ذ (3) منه : ضد في ق (4) سورة :12/20.
صفحة ٩٤