============================================================
ولاشمس ، ولا يمحق سعدا من سعودما نحس ، فامتاروا أيها المؤمنون من هذا المورد العذب ، فإن الامتيار بأيديكم ، واستمدوا منه ما أمكن فإن سعادتكم ثمرة مساعيكم ، وتزودوا لبقاء الأبد ، والعيش الرغد ، والخلوص من الاقذاء والأقذار ، والصفو من ثوب الأكدار ، وأعدوا عدة لمرافقة الملائكة الأطهار ، وقد كان قرء عليكم فيما تقدم ما سمعتموه من حال من حيل ا بينه وبين هداه ، وبين من اتخذ الهه هواه ، فزخرف له من القول [ بوضع الشرائع ](1) على غير موضوع العقل ، ما لا يكون بعده غاية في الجهل : وما سيق من الخطاب في تفنيده قوله ، ونقض فرعه وأصله.
و نحن نورد عليكم من زيادة الشرح في ذلك ما يشرح الله تعالى لكم به صدورا، ويزيدكم على نوره نورا، بمشيئة الله وعونه.
معلوم أن المسلمين يشهدون بنبوءة موسى وعيسى ضرورة من حيث آن القرآن مشحون بذكرهما وقصصهما ، وهم خصوم أمتيهما اللتين هما اليهود و النصارى، وشهادة الخصم لا تحتاج معها إلى بينة ، فهم ينكرون النبي و لا بينة للمسلمين غير القرآن الذي لا يقبلونه ، ويقولون : ليس هو بلغتن ولا يلزمنا فيه حكم الاعجاز ، والأخبار الي يأثرونها في اعجاز النبي وهم يرقونها ولا يقبلونها ، فكيف الحيلة في إثبات نبؤته عليهم من حيث لا يستطيعون ردها ؟ والمناظر من المسلمين إذا ناظرهم قال : إن كان موسى 10 هر الذي دل ا عليه نبينا ونطق به القرآن الذي هو كتابه ، فقد لزمتكم نبؤة صاحبنا ( كما لزمتنا نبوءة صاحبكم ، وإلاء لم نعرف صاحبكم كما لا تعرفونصاحبنا ) (2، وعنده أنه دقق في المناظرة وأحسن وأجاد ، ولم يعلم أنه قابل كفرا بكفر . فكان كما قال الله تعالى : " ودوا لو تكفرون (1) سقطت الكلمات المحصورة في ذ (2) سقطت الكلمات المحصورة في ذ.
صفحة ٢٩