71

المغانم المطابة في معالم طابة

الناشر

مركز بحوث ودراسات المدينة المنورة

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٢٣ هـ - ٢٠٠٢ م

تصانيف

وخَصَّةٍ (^١) من دِلاصٍ (^٢). وأما تعظيمُ الأُمَّةِ له ﷺ، وإجماعُ كلِّ قَرْنٍ قَرر على ذلك، فأمر جليٌّ، عن الإبانةِ غنيٌّ، وتَعْظيمُ كل أحدٍ بِحسب عرفانِهِ وإيقانه، ومقتضى رُسوخِ دينِه وثبُوت إيمانه، فكانت الصحابةُ ﵃ أعظمَ النَّاسِ في هذا البابِ، والفائزينَ بالقِدْح المُعَلَّى من تعظيمه من بين سائر ذوي الألبابِ. ورُوِّينا بسندٍ صحيحٍ: أن عروةَ بن مسعودٍ (^٣) ﵁ لما رَجَعَ في عام القِصَّةِ (^٤) إلى قريشٍ وقد رأى حالَ الصَّحابَةِ ﵃ في تعظيمهم رسولَ الله ﷺ قال: يا معشرَ قريشِ، إني جئتُ كِسْرَى في مُلْكِهِ، وقَيْصَرَ في مُلْكِه، والنجاشيَّ في مُلْكِه، وإني والله ما رأيتُ مَلِكًا قط يُعظِّمُه أصحابُه ما يُعَظِّمُ محمدًا أصحابُه (^٥).

(^١) الخصة والخصاصة: النبذ اليسير من الشيء، ويُجمع على خصاص. التاج (خصص). (^٢) الدِّلاص: اللَّيِّن البرَّاق. القاموس (دلص) ص ٦٢٠. (^٣) هوعروة بن مسعود بن مُعتِّب الثقفي، عَمُّ شعبة والد المغيرة، كان أحد الأكابر من قومه، وقيل بأنه أحد المرادين بقوله تعالى: ﴿وَقَالُوا لَوْلا نُزِّلَ هَذَا القُرْآنُ عَلَى رَجلَّ مِنَ القَرْيَتَينِ عَظِيمٍ﴾. وكان له دور بارز في إقناع قريش بصلح الحديبية. أسلم منصرف الرسول ﷺ من حصار الطائف سنة ٩ هـ، قتله أحد قومه لما دعاهم إلى الإسلام، وقد أثنى عليه النبي ﷺ. أسد الغابة ٤/ ٣١ - ٣٣، الإصابة ٢/ ٤٧٧. (^٤) القصة: المراد بِها عام الحديبية، وقصة الصلح التي تَمَّتْ بين الرسول ﷺ وكفار قريش عام سِتٍّ من الهجرة. انظر: ابن هشام ٣/ ٢٥٥ - ٢٦٩، والمواهب اللدنية للقسطلاني ٢/ ٤٩٣ وما بعدها. (^٥) جزء من حديث طويل عن المسور بن مخرمة ومروان: أخرجه البخاري، في الشروط، باب الشروط في الجهاد والمصالحة مع أهل الحرب، ٥/ ٢٤١ - ٢٦٠، برقم:٢٧٣١،٢٧٣٢. وانظر: سيرة ابن هشام ٣/ ٢٦٠ - ٢٦١.

1 / 72