322

المغانم المطابة في معالم طابة

الناشر

مركز بحوث ودراسات المدينة المنورة

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٢٣ هـ - ٢٠٠٢ م

تصانيف

من عند الطَّبراني في مُعْجَمهِ الأوْسَطِ والصَّغِيرِ. قال: حَدَّثنا مُحمَّد بن عبد الله الحَضْرَمي، قال ثنا عيسى بْنُ مينا، قال: ثنا عبد الله عن المُثَنَّى القاري عن سَعِيد المقبري، عن أبي هريرة ﵁ قال: قال رَسُولُ الله ﷺ: "المدينَةُ قُبَّةُ الإسْلامِ، ودارُ الإيمانِ، وَأرْضُ الهِجْرَةِ، وَمُبَوَّأُ الحلالِ والحرام".
لا يروى عن النَّبي ﷺ إلا بِهذا الإسناد، تَفَرَّد به عيسى بن مينا، قالون.
قَرْيَةُ الأنْصَار: قال ابْنُ سِيدَه: القَرْيَةُ والقِرْيَة، بالفَتْحِ وبالكَسْرِ، المِصرُ الجَامِعُ (^١) من قولهم: قَرَى الماءَ في الحَوْضِ يَقْرِيهِ (^٢) قريا وقَرىً إذا جَمَعَهُ فِيهِ، وقَرَى البَعِيرُ جَمَعَ جرَّتَهُ في شِدْقِهِ. والمَقْرى والمَقْراةُ: كُلُّ ما اجتمع فيه الماء، والمِقراةُ أيضًا: القَصْعَةُ يُقْرَى فيها. والمَقارِي: القدور. سُمِّيَتْ المدينة الجامعة قَرْيَة لجمعها النَّاس وما يحتاج إليه الإنسان. والجمع قرى، والنسبة إليها قرئي وقروِي. والقاري: ساكنها. وأقرى: انتقل إلى القرى فلزمها. و(القريتين) في قوله تعالى: ﴿وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْآنُ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ (٣١)﴾ (^٣) المُرَادُ بِهما مَكَّةُ والطَّائف (^٤)، لا مَكَّةَ والمدينة كما ظَنَّهُ بَعْضُ الأغْبياء.
والأنْصَار إخْوَانُ المُهاجرين، آخى رَسُولُ الله ﷺ بَيْنَهُم وبَيْن المهاجرين بَعْدَ أنْ كانَ قَدْ آخى بَيْنَ المُهَاجرين بَعْضِهُم مِنْ بَعْضٍ، يُرِيدُ أنْ يُبيِّنَ فَضْلَهُم، وأنَّهم قُرَناؤهم في الفضيلَةِ. ونَظُراؤهم في المرتبة، وَرُبَّما قالوا: قُرَيْشٌ والأنْصَار، يَعْنُونَ بِقُرَيشٍ المُهَاجرين، وما أكْثَرَ من يتكَلَّم بِهذا: قال الأخطل:

(^١) اللسان (قرى) ١٥/ ١٧٧.
(^٢) زاد الناسخ كلمة (والقرية)، والتصحيح من القاموس (قرى) ١٣٢٤.
(^٣) سورة الزخرف: آية ٣١.
(^٤) الجامع لأحكام القرآن ١٦/ ٨٣.

1 / 323