295

المغانم المطابة في معالم طابة

الناشر

مركز بحوث ودراسات المدينة المنورة

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٢٣ هـ - ٢٠٠٢ م

تصانيف

كما ينفي الكِيرُ خَبَثَ الحَدِيدِ" (^١).
وعِنْدَ الشَّيْخَيْنِ في صحِيحَيْهِما، ومالِكٍ في المُوطَّأ من حَدِيث سُفْيانَ بن أبي زهِيرٍ يرفعه: "تُفْتَحُ اليَمَنُ، فَيَأْتي قَوْمٌ يَبُسُّون (^٢) فَيَتَحَمَّلُونَ بِأَهْلِيهِم وَمَنْ أطاعَهُم، والمدِينَةُ خَيْرٌ لَهُم لو كانوا يَعْلَمُون، وتُفْتَحُ الشَّام، فَيَأْتي قَوْم يَبُسُّونَ فَيَتَحَمَّلُونَ بِأَهْلِيهِم وَمَنْ أطاعَهُم، والمدِينَةُ خَيْرٌ لَهُم لَوْ كانوا يَعْلَمُون، وتُفْتَحُ العِرَاقُ، فَيَأتي قَوْمٌ يَبُسُّونَ، فَيَتَحَمَّلُونَ بِأَهْلِيهِم وَمَنْ أطاعَهُم، والمدِينَةُ خَيْرٌ لهم لَوْ كانوا يَعْلَمُون" (^٣).
الدَّار، دارُ الأبْرَارِ، دارُ الأخْيارِ، دارُ الإيمانِ، دارُ السُّنَّةِ، دارُ الفَتْح، دارُ الهِجْرَةِ، أَرْضُ الهِجْرَة.
أَمَّا الدَّارُ فَقَدْ نَطَقَ بِها التنزيلُ، قال تعالى: ﴿وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ﴾ (^٤).
رُوِّينا عن عبد اللّه بن جعفر بن أبي طالب ﵄ أنَّهُ قال: سَمَّى اللّه تعالى المدينَة الدَّارَ والإيمان.
وعَنْ عثمان بن عبد الرحمن ﵁ قال: سَمَّى اللهُ ﷿ المدينَةَ الدَّار والإيمان.
وقد تقَدَّم في الإيمانِ إشارَةٌ إلى تَفْسِيرِ الآية (^٥).

(^١) أخرجه مسلم، في الحج، باب المدينة تنفي شرارها، رقم: ١٣٨١، ٢/ ١٠٠٥.
(^٢) يَبُسُّون: البَسُّ: صوت الزَّجْر للسَّوْق، وهو أن يقال في زجر الدَّابة: بس، بس. غريب الحديث للهروي ١/ ٤١٨.
(^٣) أخرجه البخاري، في فضائل المدينة، باب من رغب عن المدينة، رقم: ١٨٧٥، ٤/ ١٠٧، ومسلم، في الحج، باب الترغيب في المدينة عند فتح الأمصار، رقم: ١٣٨٨، ٢/ ١٠٠٩، ومالك، في الجامع، باب ما جاء في سكنى المدينة والخروج منها، رقم: ٧، ٢/ ٨٨٧.
(^٤) سورة (الحشر) آية رقم: ٩.
(^٥) راجع ما تقدم في اسم الإيمان.

1 / 296