182

المغانم المطابة في معالم طابة

الناشر

مركز بحوث ودراسات المدينة المنورة

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٢٣ هـ - ٢٠٠٢ م

تصانيف

لي أن أفوز بَزوْرَتِك، وأُحْرِزَ سابقَ السعادة بحلول بلدتك. حيثُ النبوة جَرَّتْ من ذوائِبها … فضلًا، وأجرَت ينابيعًا من الحِكم حيث السنا مُشْرِقٌ، والعِزُّ منبسقٌ … والجودُ مغدودقٌ (^١) بالنَّارِ والشَّبَمِ (^٢) حيث الضريحُ وما ضَمَّت صفائِحُهُ … من النَّبيِّ الرَّضِيِّ الطَّاهِرِ الشِّيَمِ أنوارُهُ غُرَّةٌ في المجدِ نَيِّرةٌ … وفخرُهُ شَمَمٌ في مَعْطِس الكَرمِ دَرَّتْ عليه ينابيعُ الرِّضا وسرتْ … إليه نَفْحَةُ سِرِّ القُرْب في القِدَمِ ولاح من نورِه معنىً أضاءَ به … مقامَ آدم فخرًا وهو في العَدَمِ إنسانُ عينِ العُلا سِرُّ الكمالِ سنا … فَخْرُ النُّبوَّة، نُورُ اللَّوْحِ والقلمِ يا آخرًا عند ختم الأنبياء به … وأولَ الرُّسْل عند الله في القدم يا غُرَّةً أَوْضَحَتْ طه أسِرَّتَها … ودرةً جُلِّبَتْ في نونِ والقلم كانت حياتك ما بين الأنام حيا (^٣) … سَقَى ثَراهُمْ بغَيْثٍ واكِفِ الدِّيم (^٤) وكان فقدك خَطْبًا شَاكَ أَنْفُسَهُمْ … لما أَلَمَّ بِصَدْعٍ غَيْرِ مُلتئمِ فالآن ليس سوى قبرٍ حَلَلْتَ به … مَنْجَى الطريدِ، وملجَا كُلِّ معتصمِ (^٥) وقد حططنا لديه الرَّحْلَ هِمَّتُنا … على الصَّدى نَهْلَةٌ من مَوْرِد الكرم نقبل التُّرْب إجلالًا لساكنه … وكل مَوْطِئ أقدام مَقَرُّ فَمِ هذا عطاؤك فاغمرنا بمنهله … فقد مددنا أكف الفقر والعدم وإن رمتنا الخطايا وسط مهلكة … فأنت ملجأ خلق الله كُلِّهِمِ حسبي شفاعتك العظمى إذا صفرتْ … يداي أو [سفرت] (^٦) عن زَلَّةٍ قَدَمِي فالعفو شيمتُك العُظمى التي شهرت … إذ كانت الموبِقاتُ اليومَ من شيم

(^١) مغدودق: أي: كثير، يقال: أغدق المطر واغدودق: كَثُر قَطْرُه. (القاموس) (غدق) ص ٩١٤. (^٢) الشبم: البرد. القاموس (شبم) ص ١١٢٥. (^٣) الحَيَا: الخِصْب، والمطر. القاموس (حيي) ص ١٢٧٨. (^٤) الدِّيم جمع: ديمة، وهي: مطر يدوم في سكون بلا رعد وبرق. القاموس (ديم) ص ١١٠٨. (^٥) هذه الأبيات فيها غلو شديد وابتداع في الدين من تقبيل التراب، وغير ذلك مما في الأبيات من العبارات التي تتعارض معارضة ظاهرة مع المعتقد الصحيح الواجب بالله ﷿. (^٦) مابين معقوفين غير واضح في الأصل.

1 / 183