157

المغانم المطابة في معالم طابة

الناشر

مركز بحوث ودراسات المدينة المنورة

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٢٣ هـ - ٢٠٠٢ م

تصانيف

نبذتُ جميل الصبر في العيش دونه … وقلتُ إلى كم يصبرالكَلِفُ (^١) المُضْنَى يكاد إذا هبت ليثربَ نفحةٌ … يطيرُ لها شوقا ويفنى بِها حُزْنَا نأَت دار باغيه، وللقلب لوعة … فياليتنا إذ لم نُعاينه قد زُرْنَا نُقْبِّلُ بالأفكار آثار نَعْله … ومَن فاته المحبوبُ حَنَّ إلى المعْنَى ومنها: أنه إذا وفق للمسير، وساعده للنهوض إلى الزيارة التوفيق والتيسير، فليمتط في سيره ظهور العزمات العليَّات، قبل صَهَوات الأرحبيات (^٢)، وليشمر عن الهمم العالية العزائم دون الدَّنِيَّات، ولْيَسِرْ في ظهورها إلى أشرف الغايات، وأكرم الأمنيات. وركبٍ سَرَوْا واللَّيلُ مرخٍ رُواقه (^٣) … على كل مُغْبِّرالموارد (^٤) قائمِ جدوا عزمات (^٥) ضاعت الأرض بينها … فصار سراهم في ظهور العزائمِ أرَتهم نجوم الليل ما يطلبونه … على عاتق الشِّعْرى (^٦) وهام النعائم (^٧) فَأَمُّوا حمىً لاينبغي لسواهم … وما أخذتهُم فيه لومةُ لائمِ /٤٣ ولتكن أوقاته مُسْتغرَقةً في الطاعات والعبادات، وإكثارِ الخيرات والقُرُبات، لاسيما في إكثار الصلاة والتسليم على مَنْ وفَّقه الله للقصد

(^١) الكَلِفُ: الرجل العاشق. القاموس (كلف) ص ٨٥٠. (^٢) الصَهَوات: جمع صهوة، وهي: مقعد الفارس من الفرس. القاموس (صهو) ص ١٣٠٤. والأرحبيات هي النجائب المنسوبة إلى أرحب، وهي قبيلة من همدان. القاموس (رحب) ص ٨٩. (^٣) الرُّواق من الليل: مُقَدَّمُه وجانبه. القاموس (روق) ص ٨٨٨. (^٤) المَوْرِدَة: الجادَّة. القاموس (ورد) ص ٣٢٥، والمعنى: اشتد غبار طرقهم من سرعة سيرهم. (^٥) العزمات: جمع عَزْمة، وهي: ماعقد عليه قلبك من أمر أنك فاعله. اللسان (عزم) ١٢/ ٣٩٩. (^٦) الشِّعْرى: كوكب نير يطلع بعد الجوزاء وطلوعه في شدة الحر … وهما الشِّعْرَيان: العَبُور التي في الجوزاء، والغميصاء التي في الذراع، وعَبَد الشّعْرى العبور طائفةٌ من العرب في الجاهلية. اللسان (شعر) ٤/ ٤١٦. (^٧) النعائم: من منازل القمر. القاموس (نعم) ص ١١٦٣.

1 / 158