المغانم المطابة في معالم طابة
الناشر
مركز بحوث ودراسات المدينة المنورة
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٢٣ هـ - ٢٠٠٢ م
تصانيف
خُبْزَ بُرٍّ وتمرًا وسمنًا، وقالت: كُلْ يا أبا العباس، فقد أمرني بهذا جَدِّي ﷺ، ومتى جُعْتَ فَأْتِ إلينا. (^١)
ومنها: ما حكاه ابن أبي زرعة الصوفي محمد بن أحمد بن محمد (^٢) قال:
سافرت مع أبي ومع أبي عبد الله بن خُفَيْف (^٣) إلى مكة، فأصابتنا فاقة شديدة، فدخلنا مدينة الرسول /٣٤ ﷺ وبتنا طاوِينَ (^٤)، وكنت دون البلوغ، فكنت أجيء إلى أبي غير دفعة وأقول: أنا جائع، فأتى بي إلى الحضرة وقال: يا رسول الله، أنا ضيفك الليلة (^٥)، وجلس على المراقبة، فلما كان بعد ساعة رفع رأسه، وكان يبكي ساعة، ويضحك ساعة، فسئل عنه؟ فقال: رأيت رسول الله ﷺ، فوضع في يدي دراهم، وفتح يده، فإذا فيها دراهم! وبارك الله فيها إلى أن رجعنا إلى شِيراز (^٦)، فكنا ننفق منها (^٧).
ومنها: ما حكاه أحمد بن محمد الصوفي (^٨) قال: تِهْتُ في البادية ثلاثة أشهر، فانسلخ جلدي، فدخلت المدينة، وجئتُ إلى النبي ﷺ، فسلَّمْتُ عليه
(^١). وفاء الوفاء ٤/ ١٣٨٥. (^٢) لم أقف له على ترجمة. (^٣) محمد بن خفيف الشيرازي، أبو عبد الله، كان من مشهوري الصوفية في زمانه، عُمر أكثر من مائة سنة. توفي سنة ٣٧١ هـ. البداية والنهاية لابن كثير ١١/ ٣١٩، مختصر تاريخ دمشق ٢٢/ ١٤٠، سير أعلام النبلاء ١٦/ ٣٤٢. (^٤) أي: لم نأكل شيئًا، يقال: طَوِي وأَطْوَى، فهو طاوٍ وطَوٍ. القاموس (طوي) ص ١٣٠٨. (^٥) هذا من الغلو أيضًا فليحذر!. (^٦) شيراز بلد مشهور من بلاد فارس (إيران)، وقد نسب إليها كثير من العلماء. انظر: عنها معجم البلدان لياقوت الحموي ٣/ ٣٨٠. (^٧) وفاء الوفاء ٤/ ١٣٨١. (^٨) لم أعرفه.
1 / 139