مفهوم الحكمة في الدعوة إلى الله تعالى في ضوء الكتاب والسنة
الناشر
مطبعة سفير
مكان النشر
الرياض
تصانيف
أن يُكبّ في النار على وجهه» (١).
وقد كان ﷺ يعطي أشراف قريش وغيرهم من المؤلَّفة قلوبهم، لتلافي أحقادهم؛ ولأن الهدايا تجمع القلوب، وتجعل القلوب متهيئة للنظر في صدق الدعوة، وصحة العقيدة، والاستفادة من الآيات البيِّنات، والبراهين الواضحة (٢).
وصدق ﷺ حيث قال: «تهادوا تحابوا» (٣).
وللتأليف بالمال أمثلة كثيرة من هديه ﷺ (٤).
والتأليف بالجاه من السياسة الحكيمة، ولهذا قال ﷺ للأنصار حينما آثر عليهم غيرهم في العطاء: «أفلا ترضون أن يذهب الناس بالأموال وترجعون إلى رحالكم برسول اللَّه ﷺ؟ فواللَّه لما تنقلبون به خير مما ينقلبون به»، فقالوا: بلى يا رسول اللَّه قد رضينا (٥).
_________
(١) البخاري مع الفتح بنحوه، كتاب الإيمان، باب إذا لم يكن الإسلام على الحقيقة، ١/ ٧٩، (رقم ٢٧)، ومسلم في الإيمان، باب تأليف قلب من يخاف على إيمانه لضعفه، ١/ ١٣٢، (رقم ١٥٠).
(٢) انظر: هداية المرشدين، ص٣٥.
(٣) أخرجه البيهقي في السنن الكبرى، ٦/ ١٦٩، والبخاري في الأدب المُفْرَد، ص٢٠٨، برقم ٥٩٤، قال الحافظ ابن حجر في التلخيص الحبير: إسناده حسن، ٣/ ٧٠، وانظر: إرواء الغليل برقم، ١٦٠١.
(٤) انظر: صحيح مسلم، ٤/ ١٨٠٣ - ١٨٠٦، وانظر أيضًا: البخاري مع الفتح، ٣/ ١٣٥، ٦/ ٢٥٠، ١١/ ٢٥٨.
(٥) البخاري مع الفتح، كتاب فرض الخمس، باب ما كان النبي ﷺ يعطي المؤلفة قلوبهم، ٦/ ٢٥١، (رقم ٣١٤٦)، ومسلم، كتاب الزكاة، باب إعطاء المؤلفة قلوبهم وتصبر من قوي إيمانه، ٢/ ٧٣٤، ٧٣٥، (رقم ١٠٥٩/ ١٣٢).
1 / 104