72

مفاتيح العلوم

محقق

إبراهيم الأبياري

الناشر

دار الكتاب العربي

رقم الإصدار

الثانية

وكان يجب أن يقول: إذا قل وزجا. وعكس الإخلال من عيوب الكلام أن يؤتى فيه بزيادة لفظة تفسد المعنى كما قال قائل: والأمر والنهي لو ذقتهما طيبان. فقوله: لو ذقتهما فصل يوهم أنه لو لم يذقهما لما كانا طيبين. ومن نعوت الكلام: المبالغة وهو أن يعبر عن معنى بما لو إقتصر عليه لكان كافيًا ثم يؤكد ذلك بما نريده حسنًا وجودة كما قال بعضهم يصف قومًا: لهم جود كرام إتسعت أحوالها وبأس ليوث تتبعها أشبالها وهمم ملوك انفسحت آمالها وفخر صميم شرفت أعمامها وأخوالها. فكل فصل من هذه الفصول فيه مبالغة وتأكيد. ومن نعوت المبالغة: الأرداف وهو أن يدل على معنى بردف يردفه بما لا يخصه نفسه كما يقال: فلان لا تخمد ناره أي يكثر الإطعام. وأبلغ من هذا: فلان كثير الرماد. ومن نعوتها: التمثيل وهو كما يقال: قلب له ظهر المجن إذا خالف. ومن عيوب الكلام: المعاظلة والتعقيد وهو مداخلة بعضه في بعض حتى لا يفهم إلا بكد الخاطر وتكرار السماع أو النظر يقال: تعاظلت الجرادتان إذا تلازمتا في السفاد وكذلك تعاظل الكلب والكلبة وهو مما لا يحتاج فيه إلى إيراد مثال لاشتهاره ولا شهادة. ومن عيوبه: التكرير وهو إعادة الألفاظ وحروف الصلات والأدوات في مواضع متقاربة وفي مقاطع الفصول. ومن عيوبه: الإنتقال وهو أن يقدم ألفاظًا تقتضي جوابًا فلا يأتي في جوابها بتلك الألفاظ بأعيانها بل ينقلها إلى ألفاظ آخر فيغير معناها كما

1 / 99