82

المدخل إلى تقويم اللسان

محقق

الأستاذ الدكتور حاتم صالح الضامن

الناشر

دار البشائر الإسلامية للطباعة والنشر والتوزيع

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٢٤ هـ - ٢٠٠٣ م

مكان النشر

بيروت - لبنان

تصانيف

الأدب
الدُّجا، وهي الظلمة، وهذا الذي أرادوا، وإنَّما غلطوا في الخطّ، فجعلوا التنوين الذي في مُداجٍ نونًا، ثمّ أوقعوا عليه الإِعراب. واللَّه أعلمُ.
* * *
وقال أيضًا (١): (ومما غُلط فيه من الأسماءِ قولُ حَبيب (٢):
إحدى بني بكر بنِ عبدِ مناهِ ... بينَ الكثيبِ الفَرْدِ فالأمواهِ
والصواب: عبد مناةَ، بالتاء، مثل: عبد يغوث، وعبد وَدّ، وعبد العُزَّى، وهي أصنامٌ كانتِ العربُ تتعبد لها. قال اللَّهُ ﷿: "ومناةَ الثالثةَ الأخرى" (٣).
قال الرادّ: لم يغلط حبيبٌ في هذا الاسم، كما زَعَمَ، وإنَّما أجرى الوصلَ مُجرى الوقف [ضرورة، فلمَّا كانَ الوقفُ على مناه بالهاء، كما يُوقف على اللات بالهاء، أجراها في الوصل ذلك المُجرى. والعرب كثيرًا ما تفعل ذلك، تُجري الوصلَ مُجرى الوقفِ]، والوقف مُجرى الوصل.
فمما أُجريَ فيه الوصل مُجرى الوقف قول الشاعر (٤):
ببازِلٍ وَجْناءَ أو عَيْهَلِّ

(١) التهذيب بمحكم الترتيب ٣٣٤. وأخلّ به أصل لحن العوام المطبوع.
(٢) ديوانه ٣/ ٣٤٣.
(٣) سورة النَّجم: الآية ٢٠.
(٤) منظور بن مرثد الأسدي في سفر السعادة ٧٣٣.

1 / 85