50

المدخل إلى تقويم اللسان

محقق

الأستاذ الدكتور حاتم صالح الضامن

الناشر

دار البشائر الإسلامية للطباعة والنشر والتوزيع

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٢٤ هـ - ٢٠٠٣ م

مكان النشر

بيروت - لبنان

تصانيف

الأدب
قالَ الرادّ: وإنما يُجمع هذا النوع من الصفات مُكَسَّرًا، إلَّا أَنْ يُزالَ شيء منه عن موضعه، فيجعل اسمًا غير صفة، فيجوز أنْ يُجمع حينئذٍ جمع السلامة، كما جاء: (ليسَ في الخضراوات صدقةٌ) (١) لأنهم جعلوا الخضراء اسمًا لهذا النوعِ من النباتِ. وكما قالوا: الحمراوات لمواضع معروفة، أشهرها: حمراء الأسد (٢)، وهي قريبة من المدينة، وكما جمعوا بَطْحاء على بطحاوات، لأنَّهم استعملوها استعمال الأسماء فجمعوها جمعها (٣). ولو سَمَّيْتَ رجلًا بأحمر أو أسود لقلتَ في جمعه: الأحمرون والأسودون، والأحامر والأساود. فأمَّا في الصفةِ فيُجمع على فُعْل وفُعْلان كحُمْر وحُمران، وسُود وسُودان، وأُدْم وأُدْمان. وقد قالَ بعضُهم للأَدماءِ من الظِّباءِ: أُدْمانة، قالَ ذو الرُّمَّةِ (٤): لأُدْمانةٍ مِلْوَحْشِ بينَ سُوَيْقَةٍ ... وبينَ الجبالِ العُفْرِ ذاتِ السَّلاسِل وعابَ الأصمعيُّ (٥) هذا على ذي الرُّمَّةِ، وقال: يُقالُ: آدم وأُدْمان، وأحمر وحُمْران، فأُدمانة خطأٌ لأَنَّهُ جعله واحدًا وهو جمعٌ.

(١) الجامع الصغير ٢/ ١٣٧، وكنوز الحقائق في حديث خير الخلائق ٢/ ٧٨، وينظر: شرح المفصل ٥/ ٥٩، ٦١، وشرح الرضي ٣/ ٣٨٩. (٢) معجم البلدان ٢/ ٣٠١. (٣) ينظر: الكتاب ٢/ ٢١٣. (٤) ديوانه ١٣٤٠. (٥) لحن العوام ٣٢ - ٣٣، واللسان (أدم).

1 / 53