معارف الإنعام وفضل الشهور والأيام
الناشر
دار النوادر
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٣٢ هـ - ٢٠١١ م
مكان النشر
سوريا
تصانيف
يَوْمًا في جَمَاعَةٍ؛ لَمْ يَفُتْهُ رَكْعَة وَاحِدَةٌ، كَتَبَ الله لَهُ بَرَاءَتَيْنِ: بَرَاءَةً مِنَ النَّارِ، وَبَرَاءَةً مِنَ النِّفَاقِ" (١).
قَالَ عبد الله بن عمرَ القواريريُّ: لم تكن تفوتني صلاةٌ في جماعة، فنزل بي ضيفٌ، فشُغلت به، فخرجتُ أطلب الصلاة في قبائل البصرة، فإذا الناسُ قد صَلَّوا، فقلتُ في نفسي: روي عن النبي ﷺ: أنه قَالَ: "صَلاةُ الجَمَاعَةِ تَفْضُلُ [عَلَى] صَلاةِ الفَذِّ بِخَمْسِ وَعِشْرِينَ دَرَجَةً"، وروي: "بسبعٍ وعشرين".
فانقلبتُ إِلَى منزلي، فصليتُ العتمةَ سبعًا وعشرين مرة، ثم رقدتُ، فرأيتني مع قوم راكبين أفراسًا، وأنا راكبٌ على فرسٍ كأفراسِهم، ونحن نتجارى، فالتفتَ إليَّ أحدُهم، فقَالَ: لا تُجْهِدْ فرسَكَ، فلست بلاحقِنا، فقلت: ولم ذلك؟ فقَالَ: إنا صلينا العتمةَ في جماعة (٢)
أين من يعمل لذلك اليوم؟ أين المتيقظُ من سِنَة النوم؟ أين من يلحق أولئك القوم؟ جَدُّوا في الصلاة، وأخذوا في الصوم، وعادوا على النفس بالتوبيخ واللوم؛ ليتك إذا لم تقدر على الإشمام بطريقهم حَصَّلْت الرَّوْم.
* * *
(١) رواه الترمذي (٢٤١) نحوه، وإسناده ضعيف. وانظر: "التلخيص الحبير" لابن حجر (٢/ ٢٧). (٢) رواه الخطيب البغدادي في "تاريخ بغداد" (١٠/ ٣٢٠).
1 / 138