73

معاني القراءات للأزهري

الناشر

مركز البحوث في كلية الآداب

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤١٢ هـ - ١٩٩١ م

مكان النشر

جامعة الملك سعود

قوله جلَّ وعزَّ: (أُسَارَى تُفَادُوهُمْ) قرأ ابن كثير وأبو عمرو وابن عامر (أسَارَى) بألف "تفدُوهُم، بغير ألف. وقرأ نافع وعاصم والكسائي ويعقوب (أُسَارَى تُفَادُوهُمْ)، بألفين فيهما. وقرأ حمزة "أسرَى تقدُوهُم" بغير ألف فيهما. ولم يقرأ أحد (أسَارَى) بفتح الألف. فمن قرأ (أسارى) جَمَعَ الأسير على أسَارَى، على (فُعَالى) . وَمَنْ قَرَأَ (أسرَى) جمعه على (فَعْلى) . وقال نصير الرازي: أسارَى جمع أسرَى، والأصل: أسَارَى، فضمت الألف، كما قالوا: سُكَارَى وسَكَارَى، وكُسَالى وكَسَالى. قال: ومثل أسِير وأسرَى: قَتيِل وقَتلى، وجَرِيح وجَرحى. وأما قوله: (تفدُوهُم) و(تُفادُوهُم) فمن قرأ (تُفَادُوهُم) فإن العرب تقول: فادَيتُ الأسير، وكان أخي أسيرًا ففَادَيتُه بأسير وقال نصيب: ولكنِّني فادَيْت أمِّي بعدما ... عَلا الرأسَ كَبْرَةٌ ومَشِيبُ بِعَبْدَيْن مَرْضِيَّيْنِ لم يَكُ فيهما ... لَئِنْ عُرِضا للناظِرين مَعِيبُ وَمَنْ قَرَأَ (تفْدُوهُم) فهو على وجهين: أحدهما: تفدوهم بالمال، كقوله: (وَفدَيناهُ بِذِبحٍ عَظِيمٍ) . والوجه الثاني: أن يكون معنى فَدَيتُه: خَلصتُه مما

1 / 163