معاهدة التنصيص
محقق
محمد محيي الدين عبد الحميد
الناشر
عالم الكتب
مكان النشر
بيروت
فَقَالَت عنان
(عَليكَ أمَّكَ نِكُها ... فَإنها كندفيرة)
وَدخل أَبُو نواس يَوْمًا على الناطفي وعنان جالسة تبْكي وخدها على رزة بَاب فَقَالَ
(بَكَتْ عنانٌ فَجرى دَمعُها ... كَاللُّؤْلُؤِ المرفَضِّ من خيطه) // السَّرِيع //
فَقَالَت عنان وَالْعبْرَة تخنقها
(فَليتَ مَنْ يَضربُها ظَالِما ... تَجفُّ يُمناهُ على سَوطهِ)
وَكَانَ الرشيد قد هم بشرَاء عنان جَارِيَة الناطفي فَقيل لَهُ إِن أَبَا نواس قد هجاها بقوله
(إنَّ عِنانَ النطاف جاريةٌ ... قد صارَ حرهَا للأير مَيْدانا)
(لَا يَشْتَرِيهَا إلاَّ ابنُ زانيةٍ ... أَو قُلْطُبان يكونُ من كَانَا) // المنسرح //
فَقَالَ لَعنه الله لَا حَاجَة لنا فِيهَا فأجابته عنان عَن هذَيْن الْبَيْتَيْنِ فَقَالَت
(عَجبًا مِنْ حَلقيٍّ ... يَدَّعى أصلَ اللواط)
(فَإِذا صَار إِلَى الْبَيْت ... وَخسف عَن تواطي)
(فَالَّذِي يَعلم يَدْري ... مَنْ يَلِي وَجه الْبسَاط) // من مجزوء الرمل //
فَقَالَ أَبُو نواس
(فتحت حرِها عِنانٌ ... ثمَّ نَادَت مَنْ ينيك)
(ثُمَّ أبدَتْ عَن مشق ... مِثلِ صَحراء العتيك)
(فِيهِ دراح وَبطّ ... ودَجاجات وَدِيكْ) // من مجزوء الرمل //
فَقَالَت عنان
(إِن ابْن هَانِئ بِدَائهِ كَلفٌ ... يَبيتُ عَن نَفسه يخادِعُها)
1 / 94