291

معاهدة التنصيص

محقق

محمد محيي الدين عبد الحميد

الناشر

عالم الكتب

مكان النشر

بيروت

الامبراطوريات
العثمانيون
فَقَالَ وَالله مَا أَخطَأ ابْن الزَّانِيَة حِين شبهني بقرد حَسبك حَسبك ثمَّ صفق بيدَيْهِ وَقَالَ مَا حيلتي يراني فيشبهني وَلَا أرَاهُ فأشبهه
وَفِي حَمَّاد عجردٍ يَقُول بشار
(مَا لُمْتُ حمّادًا على فسْقِهِ ... يَلومُهُ الجَاهلُ والْمَائِقُ)
(وَمَا هُمَا مِنْ أيره واسته ... مَلَّكَهُ إِيّاهُمَا الخالِقُ)
(مَا بَات إِلَّا فْوقَهُ فاسقٌ ... يَنيكه أَو تَحْتَهُ فَاسق) // السَّرِيع //
قَالَ ابْن أبي سعيد وأبلغ مَا هجا بِهِ حَمَّاد عجرد بشارًا قَوْله
(نَهارُه أخبثُ من ليلهِ ... ويومُهُ أَخبثُ مِنْ أمْسِهِ)
(وَلَيْسَ بالْمُقْلِع عَن غَيِّهِ ... حَتَّى يُوارَي فِي ثرى رمسه) // السَّرِيع //
قَالَ وَكَانَ أغْلظ على بشار من ذَلِك كُله وأوجعه لَهُ قَوْله فِيهِ
(لوْ طُليَتْ جِلدَتُهُ عنَبرًا ... لأفْسَدَتْ جِلدَتُهُ العنبرا)
(أوْ طُلِيَتْ مِسكًا ذَكِيًا إذَا ... تحوّلَ المسكُ عليهِ خرا) // السَّرِيع //
قَالَ وَكَانَ حَمَّاد عجردٍ قد اتَّصل بِالربيعِ يُؤَدب وَلَده فَكتب إِلَيْهِ بشار رقْعَة فأوصلت إِلَى الرّبيع فَإِذا فِيهَا مَكْتُوب
(يَا أَبَا الْفضل لَا تَنمْ ... وقعَ الذئبُ فِي الغنمْ)
(إنَّ حَمَّادَ عَجرَدٍ ... إِن رَأى غفَلةً هجمْ)
(بَينَ فَخذَيهِ حربةٌ ... فِي غِلاَف منَ الأدمْ)
(إِنْ خَلاَ الْبَيْتُ سَاعَةً ... مَجْمَجَ المِيمَ بالقَلَمْ) // من مجزوء الْخَفِيف //
فَلَمَّا قَرَأَهَا الرّبيع قَالَ صيرني حَمَّاد دريئة الشُّعَرَاء أخرجُوا عني حمادًا فَأخْرج

1 / 299