19
أوَّلَه (١) ويَقْصُرُه. وأوَّلُه مكسورٌ: فإن شئتَ كان واحدًا مقصورًا، وإن شئتَ جعلتَه جِمَاعًا واحدتُه: بِنْيَةٌ. فإذا وقفتَ عليه وهو منصوبٌ قلتَ: بِنَاءً (٢)، بثلاثِ ألفاتٍ، هذه لغةُ الذين يهمزون. ومَن كان لا يَنْبِرُ قال: بِنَاءًا، فأشار إلى الهمزِ، وكان حمزةُ يفعلُ ذلك، فيقولُ: ﴿إِنَّا أَنشَانَاهُنَّ إِنشَاأَ﴾، ومثلُه: ﴿أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاأَ﴾، كأنه يُشِيرُ إلى الهمزِ، وليس يهمزُ. وبعضُ قَيْسٍ يقولون: إِنشَايَا، وبِنَايَا، ولا تَدْخُلُ في القراءةِ؛ لخِلَافِها للكتابِ. من ذلك: قولُ الشاعرِ: إِذَا مَا الشَّيْخُ صَمَّ فَلَمْ يُكَلِّمْ ... وَلَمْ يَكُ سَمْعُهُ إِلَّا نِدَايَا وهو كثيرٌ في لغاتِهم. وقال الآخرُ: غَدَاةَ تَسَاتَلَتْ مِن كُلِّ أَوْبٍ ... كِنَانَةُ عَاقِدِينَ لَهُمْ لِوَايَا وَذلك لِمَكَانِ الْهَمْزِ؛ وَأَنَّ لُغَتَهُمْ تَرْكُهُ.

(١) في النسخة: «أَوّلُهُ». (٢) رسمت في النسخة: «بِناءأًا».

1 / 19